المغرب : هل حاكمنا فاسد أم راشد ؟
بقلم : فريد بوكاس
إن الإفلات من العقاب ، وعدم إمكانية الحصول على المعلومات ، وضعف المؤسسات ، والفقر الذي يخلفه الحكم الفاسد وعدم المساواة ، والافتقار إلى الديمقراطية ، والتمييز ، هي مجالات يحتمل أن يكون فيها الفساد سبب حرمان الناس من حقوقهم كما قد يكون في أحيان كثيرة سببا أساسيا من الأسباب التي تؤدي إلى نشوب النزاعات .
فالحاكم الذي يطلب الحكم ويحرص عليه ، ويُحصله ويحصنه بكل السبل الممكنة ، ويعتبره مغنما ومكسبا وفوزا فهو حاكم فاسد ، بخلاف من يطلبه الناس ويستنهضونه ويرشحونه لحكمهم والولاية عليهم ، ويعتبر الحكم أمانة وتوكيلا ، فهو حاكم راشد .
و من يُحصن نفسه وحكمه بالقوة والمنعة والأبهة والترغيب والترهيب فهو حاكم فاسد ، ومن يحصن نفسه بالعدل والإحسان والحب والوفاء فهو حاكم راشد .
من يقبل نقده والاعتراض عليه والنصح له ، بل يطلب ذلك ويرحب به ، فهو حاكم راشد صالح . ومن يرفض ذلك ويمنعه ويعاقب عليه ، فهو حاكم فاسد طالح .
من يتصرف في الأموال العامة وفق الحق والعدل والأمانة والوضوح ، ووفق ما يخدم المصالح العامة ، ويقبل المراجعة والمحاسبة في ذلك ، حاكم راشد ، ومن يتصرف فيها على مقتضى مزاجه وعلاقاته ومصالحه الخاصة فهو حاكم فاسد …
فهل حاكم المغرب فاسد أم راشد ؟