في إطار التراجع الملحوظ في فرص العمل الذي أضحى سوق الشغل بالمغرب يعرفه،فإن التقارير الخطيرة التي تصدرها المندوبية السامية للتخطيط قد عرفت صداها من خلال الإضرابات التي يخوضها حاملوا الشهادات المعطلين في عدد من مدن المغرب .
و قد خاض الإطار التاريخي “للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب” بمختلف فروعه…. فاس، طنجة، الرحامنة، واد أمليل، الناظور، تازة، قرية با محمد…معاركهم النضالية من أجل حقهم في الشغل الذي إعتبروه حقا يكفله الدستور و المواثيق الدولية،حيث نظم حاملوا الشهادات وقفة نضالية أمام عمالة تاونات،و وقفة نضالية أخرى أمام ولاية جهة فاس مكناس…..إلا أن سياق معركة الفرع المحلي بقرية بامحمد الذي خاض أشكالا نضالية مختلفة وقفات،اعتصامات جزئية، مسيرات… وصل إلى الإضراب المفتوح عن الطعام،حيث ووجه بخطوة تصعيدية من طرف باشا المدينة الذي آستدعى ترسانته من قوى القمع ليفض المبيت بالقوة و العنف.
و أمام تعنت السلطة الممثلة في الباشا الذي ظلت وعوده كاذبة،فقد صعد المضربون عن الطعام و أضافوا إليه الإمتناع عن الماء والسكر أيضا ،الشيء الذي أدى أمام موجة الحرارة إلى حالات إغماء في صفوف المضربين الآتية أسمائهم “بثينة شركي كنوني، محمود البوطريكي، عثمان الشواطي” نقلوا على إثرها إلى المشفى الجهوي الغساني بفاس لإنقاد حياتهم .
و للإشارة،فإن مناشدات العديد من الإطارات الداعمة لحق حملة الشهادات في الشغل،فقد علق المضربون خطوة التخلي عن الماء والسكر ليستمروا في إضرابهم المفتوح عن الطعام،إلا أنه و أمام ذهول المراقبين من مؤسسات المجتمع المدني،فقد شاهد الجميع في منتصف الليل فور عودتهم من المشفى القوى القمعية في انتظار حملة الشهادات،حيث تعرضوا لهم مرة أخرى بالقمع بلا رحمة و لا شفقة دون مراعاة لحال أجسادهم التي أنهكها الإضراب عن الطعام.
و الجدير بالذكر،فإن أعضاء “الجمعية الوطنية لحملة الشهادات بالمغرب” في قرية با محمد مازالت الى حدود وقت و يوم كتابة هذا المقال 03/08/2024 تخوض معركة الأمعاء الخاوية،أمام تعنت الجهات المسؤولة التي لازال مصرة على تجاهل المطالب العادلة للأطر المعطلة غير مكترثة بمصير حياتهم المعرضة لخطر الموت .