المنظومة الفاسدة في المغرب
فريد بوكاس Farid Boukas : و كالة المغرب الكبير للأنباء
مَن مِن المغاربة لا يعرف أن الحكومة مجرد ديكور لتلميع واجهة مؤسساتية يحاول النظام المخزني إيهام المعوقين ذهنيا بوجودها ؟ مَن مِن المغاربة لا يعرف أن جميع البرلمانيين مجرد عبيد للنظام المخزني وللرصيد السمين الذي يحصلون عليه من عرق مستضعفي الشعب المغربي ؟ مَن مِن المغاربة لا يعرف أن أغلب البرلمانيين أميين في القراءة والكتابة والسياسة ولم يفوزوا بالانتخابات التي تتحكم وزارة الداخلية في نتائجها وتمويلها إلا بشراء أصوات المشردين والمجوعين ونزلاء الخيريات ضحايا منظومة سياسية واجتماعية فاسدة ؟ .
وبالإضافة إلى الأمراض الاجتماعية التي أفرزتها المنظومة المخزنية الفاسدة ، نتيجة المحسوبية والرشوة والفساد الإداري ، يسود اعتقاد لدى الكثير من المغاربة مِن كون التخلق بأخلاق المخزن هو السبيل الوحيد للحصول على بعض الخدمات بدل الاستقامة ، وأسوق مثالا على ذلك ما قاله مواطن مغربي مِن أن تطبيق ما يسمى ” القانون ” في المغرب لا يصلح للفئات المهمشة ، فعندما طلب من ” عون سلطة ” أن يحرر له شهادة السكنى ، أفرط هذا الأخير في مطالبته بوثائق غير ملزمة .. وفي الأخير تفاوض الطرفان في المسألة ، ليحصل المواطن على ” الشهادة ” مقابل ” رشوة ” .
وإذا كان ” عون السلطة ” فاسدا ، هل يكون القائد الذي يزوده بمعلومات عن المجتمع أنظف منه ؟ وهل يكون رئيس الدائرة الذي يزوده القائد بمعلومات وردت من عون السلطة أنظف منهما ؟ وهل يكون العامل الذي يزوده رئيس الدائرة بمعلومات وردت عن القائد عن عون السلطة أنظف منهما جميعا ؟ .. وإلى آخر الحلقة سنكتشف أن المعلومات ملغومة وأن التربية مفقودة ، وبالتالي إفراز منظومة سياسية وثقافية واجتماعية فاسدة يكتوي بنارها أبناء الفقراء والمهمشون ، والذين يحاولون الهروب من البلاد عن طريق هجرة شرعية محفوفة المخاطر شاء العالم الاستعماري الظالم أن يسميها ” هجرة غير شرعية “