جبهة البوليساريو تستبعد فرنسا من أي مبادرة دولية تتعلق بالصحراء الغربية
أعلنت حكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المعلنة من جانب واحد، استبعاد فرنسا بشكل صريح من أي مبادرة أو عملية دولية تتعلق بإنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية، وذلك ردا على دعمها للخطة المغربية للحكم الذاتي لهذه المنطقة. ويتضمن هذا الإجراء صراحة حق النقض الذي استخدمته فرنسا في بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو).
وجاء في بيان نقلته وكالة الأنباء الصحراوية الرسمية أن “حكومة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية تدين بأشد العبارات الموقف العدائي للحكومة الفرنسية تجاه الشعب الصحراوي وحقه غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال وتقرير المصير“.
“وبهذا الموقف العدائي والمتصاعد، تكون فرنسا قد استبعدت نفسها من أي مبادرة ” تتعلق بالجهود الدولية لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية”، لأنه “يضع فرنسا فينفس مكان المحتل ويجعله غير مرحب به”، “بما في ذلك مشاركتها في بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، المينورسو.
وبالنسبة للحكومة الصحراوية، يعد هذا “تصعيدا خطيرا” ستكون له “عواقب خطيرة على السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة“. و أضاف أن “الشعب الصحراوي لن ينسى أبدا ماضي فرنسا الاستعماري وتورطها المباشر في محاولات إبادة شعبنا، ضد مقاومته منذ بداية القرن العشرين، في منتصف الخمسينيات ومنتصف السبعينيات“.
و من ثم فقد أشار إلى القصف بطائرات جاكوار على المدنيين الصحراويين ودعم “الاحتلال غير الشرعي” للصحراء الغربية منذ 31 أكتوبر 1975. ولهذا السبب، فإنها تضع فرنسا على أنها “متورطة في العدوان الحالي ضد الشعب الصحراوي” باعتبارها “شريكا مباشرا ومتعمدا في جميع الجرائم المرتبطة بحرب الإبادة الجماعية التي شنتها الدولة المغربية المحتلة ضد شعبنا“.
وهذا الموقف “يكشف مرة أخرى عن الوجه الاستعماري الحقيقي لفرنسا” رغم “تفاخرها بكونها مهد الإعلان العالمي الأول لحقوق الإنسان”. وقال موبخًا: “أولئك الذين يدافعون حقًا عن حقوق الإنسان لا يدعمون احتلال منطقة تنتظر إنهاء الاستعمار. أولئك الذين يدافعون حقًا عن الديمقراطية وسيادة الشعب لا يدعمون نظامًا غازيًا وقمعيًا وتوسعيًا“.
وأخيرا، تؤكد الحكومة الصحراوية أنها “ستعمل على إحباط كل محاولات دولة الاحتلال المغربي ومن يدعمها كفرنسا الاستعمارية”. “إن الشعب الصحراوي أكثر تصميما من أي وقت مضى على مواصلة نضاله ومقاومته بكل الوسائل المشروعة، بما في ذلك الكفاح المسلح، للدفاع عن حقه الثابت وغير القابل للتفاوض في الحرية والاستقلال“.
وينضم رد فعل الحكومة الصحراوية إلى رد فعل الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي – وهو أيضا زعيم جبهة البوليساريو لتحرير الساقية الحمراء – والحكومة الجزائرية، الحليف التاريخي لجبهة البوليساريو. لكن لم يصدر في الآونة الأخيرة أي بيان رسمي فرنسي يتضمن تغييرا في الموقف بشأن نزاع الصحراء الغربية.
واحتل المغرب مستعمرة الصحراء الغربية الإسبانية السابقة عام 1975 رغم مقاومة جبهة البوليساريو، التي ظلت في حالة حرب معها حتى عام 1991، عندما وقع الطرفان على وقف إطلاق النار بهدف إجراء استفتاء لتقرير المصير، لكن الخلافات فمسألة إعداد التعداد وإدراج المستوطنين المغاربة من عدمه حالت دون إجراءه حتى الآن.
ومن بين آخر الانتكاسات التي تعرض لها الصحراويون، دعم الحكومة الإسبانية لمخطط الحكم الذاتي المغربي، والذي تم التعبير عنه في مارس 2022 في رسالة من بيدرو سانشيز إلى محمد السادس، وهو تغيير في الموقف وصفته جبهة البوليساريو بالخيانة، وتذكر بأن ولا تزال إسبانيا “بحكم القانون” القوة الإدارية للصحراء الغربية.