عرفت عدة مناطق بالمغرب يومه الخميس 25 يوليوز موجة حر غير معتادة،و قد أكدت المعطيات الرسمية أن درجات الحرارة بلغت في المدن الساحلية كالقنيطرة 44°،في حين أن المدن الداخلية تجاوزتها لتصل 48° درجة،لتبلغ في مدينة بني ملال وحدها رقما قياسيا وصل 50° توفي على إثره 21 فردا كضحايا للحرارة المفرطة حسب ما صرح به المدير الجهوي لوزارة الصحة .
و قد هرع الى المستشفى الجهوي لمدينة بني ملال كل من والي الملك و عدد من المسؤولين لمعاينة الوقائع عن قرب،حيث ثمت حسب ما أدلى به للصحافة المدير الجهوي لوزارة الصحة تعبئة كل الإمكانيات من دكاترة و ممرضين و سيارات إسعاف و الأدوية لإستيعاب الوافدين الراغبين في تلقي الإسعافات الأولية.لكن واقع المستشفى الجهوي المخصص ليس فقط لسكان مدينة بني ملال بل لقرابة 30 جماعة قروية في ضواحيها يعاني أوضاعا مأساوية تضرب في عمق ما صرح به المدير الجهوي لوزارة الصحة،حيث أكد مصدرنا المطلع أن المستشفى يفتقد إلى الأسرة القليلة جدا و الأدوية المنعدمة،إضافة إلى العدد الغير كافي للأطباء و الممرضين.
و قد عزز هذه الشهادة الدكتور عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي تواجد أعضاء فرعها بمستشفى مدينة بني ملال،ليؤكد أن العدد المتوفي جراء موجة الحر هو 26 فردا و ليس 21،و أن الأدوية يطلب من الناس شراءها لعدم توفرها في مخازن المستشفى،و أن عدد الأسرة 13 فقط التي ثمت معاينتها بقسم المستعجلات،ناهيك عن النقص المهول في الأطر الطبية من دكاترة و ممرضين.
و على صعيد آخر،فإن المكيفات الهوائية التي جاد بها أحد المحسنين لم يعد لها أي أثر في المستشفى التي افتقرت أيضا إلى الأوكسجين الكافي لإنقاد ما يمكن إنقاده،مما يكذب تصريحات المدير الجهوي لوزارة الصحة الذي أدلى بمعلومات غير صحيحة عن واقع الصحة بمستشفى مدينة بني ملال التي تستعد لتنظيم مهرجان ستبلغ مصاريفه 300 مليون .
و للإشارة،فإن معايير الصحة التي حددتها منظمة الصحة العالمية تتحدث عن ضرورة تخصيص 7 أطباء لكل ألف مواطن،في حين أن المعدل بمدينة بني ملال هو طبيب واحد لكل 1720 مواطن،الشيء الذي انعكس سلبا على المواطنين بالمدينة التي عاش سكانها مأساة حقيقية جراء موجة الحر المفاجئة .