المغرب بين الاستبداد الداخلي و الاستعمار الخارجي
الرباط : وكالة المغرب الكبير للأنباء MNA
كان ومازال تاريخنا المغربي مزدحم بالاضطرابات والزلازل السياسية والوطنية ، ومفعم بالأحداث والتطورات المأساوية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي ، وكان ومازال منذ عقود وقرون مضت عنوانا ومكانا للظلم والاستبداد الداخلي ، وهدفا للغزو والاستكبار الخارجي . ولقد تحدث التاريخ عن همجية الإسبان وقسوة الاستعمار الفرنسي وغيره من أشكال الاستعمار والاستكبار التي مازالت تعصف بمصير البلاد ، إلا أن معالم ومسلكية الإستكبار الجديد والهمج الجدد ، تبدو جلية في سياسة العربدة والإجرام ونهج الهمجية التي تتبناها عصابة قصر الرباط وقصر الإليزي نحو ” المغرب القابع بين مطرقة الاستعمار الفرنسي و سندان استبداد النظام الخانع والغارق في همجية الذل والإذلال…. نظام حشر شعبه في زرائب حتى يأتي القصاب ويحصد ما يشاء من رقاب ويخطف أرواح الأحياء قبل الأموات ، ويسمم حياة البشر بشتى أشكال المهانة والإذلال إلى حد أن يصبح إسم المغربي وذكره في العالم بِمثابة إهانة وشتيمة ، فيما عدا قلة قليلة من بؤر وشعل الكرامة المتبقيه في ليل المغرب الطويل والدامس . وهذا الصمت سجن سلط على الشعب بالكمية لا بالأفراد … و يبدو المغرب في نظر الهمج الجدد * في الرباط و باريس * وكأنه كائن أو شكل معطوب ومشطوب من قائمة المكونات والعناصر الإنسانية ، وكل شيء وكائن حي كان فوق أوتحت التراب أصبح مستباحا ومهدورا..
لا شك أن المغرب يعيش اضطرابا وخللا سياسيا رهيبا في ظل الاستكبار الخارجي والاستبداد الداخلي ، الذي جرد الشعب من أبسط الحقوق الإنسانية والسياسية ، وقام بتحويله إلى أرقام عابرة لا وزن لها ولا قيمة ، لا بل مجرد حالة كارثية ومطية خانعة يجلدها جلاد مأجور هجرته كل أشكال الكرامة وتقطن في داخل داخله كل أشكال التآمر والتكالب على أبناء جلدته ودينه وملته التي تتجلى في دور غربان المغرب والشركة التي يطلق عليها ” مغرب الاستثناءات ” ، وهي الشركه التي تدير بالوكالة الاستعمار والاستكبار الفرنسي المباشر والغير مباشر الجاري والواضع أوزاره الثقيلة على صدر وقلب الوطن !!
ماجرى وما يجري في مغربنا ، ماهو إلا إستمرارية لظاهرة الاستكبار الفرنسي وانحطاط واستبداد النظام المغربي المتحالف مع جميع أشكال الهمجية الفرنسية التي تتجلى بوضوح في قمع الشعب ، أو أساليب التعذيب والدمار الذي يمارسه الرعاع والهمج ضد الحضارة المغربية والإنسان المغربي من جهة ، وتتجلى بوضوح في الدور الذي يلعبه نظام الحكم المغربي في عملية دعم الاحتلال والاستكبار الفرنسي من جهة أخرى …
لم تعد الجغرافيا والتاريخ والإنتساب شيئا مهما في ظل القطيعة الحاصلة بين الكرامة المهدورة و الوطن الذي يعاني الأمرين ، من استعمار واستكبار فرنسي بغيض واستعمار داخلي تقوده قوى الظلام التي تعيش من بيع الوطن وهدر كرامة الشعوب إلى حد ذبحها وسجنها ، ولم يعد خبرا مهما في نشرات أخبار التلفزة ووسائل الإعلام من أن تضمن أمنهم وحكمهم فرنسا !!
يشكل هذا الأسلوب في التعامل مع الوطن و شعبه ، أعلى درجات الإستهتار والهمجية في أن واحد ، وهو الأسلوب الذي سلب الإنسان المغربي ليس الكرامة فحسب ، لا بل تجريده من إنسانيته ووجدانه ، وترسيخ الشعور بالعجز والدونية كهدف استراتيجي يخدم مصلحة الطبقة الحاكمة وأبواقها من طفيليين من جهة ، ويخدم القوى الاستعمارية من جهة ثانية ، وبالتالي وبنظرة موضوعية وواقعية نرى أن الدكتاتورية والهمجية في المغرب قد أعادت الاستعمار الفرنسي بأبشع أشكاله وأساليبه ، وقد حولت البلاد ” المغرب ” إلى مزرعة فرنسية تفعل فيها ما تشاء .
ساهمت سياسة المستعمر الفرنسي والاستبداد الداخلي في تخلف المغرب على جميع المستويات ، سواء الاقتصادية أو السياسية أو الثقافيه منها ، أو التخلف التقني والعلمي ، حيث أن نسبة البطالة والأُمية تعد من أعلى المستويات في العالم من جهة ، وتسجل ظاهرة الفقر والجهل والقهر الاجتماعي أعلى مستوياتها في العالم من جهة ثانية ، وبالتالي ماجرى ويجري في المغرب هو عملية تدمير ونهب مبرمجة ليس لكيان ووجود الإنسان المغربي فحسب ، لا ، بل استباحة شاملة للشعب واستنزاف همجي لكل موارد وطاقات المغرب .!!…
حال الوطن اليوم مأساوي ، ويتجلى في وجود نظام حكم ومشتقاته من طبقات استغلالية فاحشة الغنى ، تعتمد على الظلم والاستكبار في السرقه والفساد والاستغلال ، وفي المقابل الشعب يعاني من القمع و القهر والجهل والفقر والجوع والبطالة و نمو كبير لمدن اللجوء * مدن الصفيح * والفقر و… لا بل أن هنالك على الأقل أكثر من خمسة ملايين من المواطنين الذين يقطنون مدن الملح ومدن الصفيح في نمو متواصل بدلا من التقدم والازدهار !!… مغرب القرن الواحد و العشرين … تي جي في ، برج محمد السادس و … !!!
إن أردنا التحرر من فرنسا ، علينا محاربة أذيالها التي تتحكم في رقابنا ، و بذلك سنستعيد أمجادنا و كرامتنا …