أن يكون الاتجار بالجسد يسمى دعارة أو بغاء ، فبماذا يسمى الاتجار بالوطن ، و نهب الخيرات والموارد ، وسرقة حقوق الشعب وتهجيره واعتقاله ، ومحو هويته والذاكرة الوطنية ، ورهن السيادة والاستقلال ، التي قدمت خدمات مقابل أجر مادي ، إثراء غير مشروع ، أو شهوة سلطة مستدامة ؟!
إن الدعارة في شقها الاول تشكل إنتهاكا لقيمة الفرد وكرامته ، أما الدعارة في السياسة فهي انتهاك للجماعة في حقوقها وكرامتها وقيمها بين السقوطين- المحرمين لا تجوز المقارنة .
أن تبيع إمرأة جسدها أو أن يبيع رجل جسده ، قد يكون للفعل ما يبرره اجتماعيا ، إقتصاديا ، عائليا ، أو نفسيا ، وقد تمنحه القوانين والاجتهادات أسبابا تخفيفية ، أو قد تهبه العناية الالهية تبرئة مجدلية !
لكن أن تصبح الدعارة مفهوما يحاكي الاجتماع – السياسي ، ويتماثل في سلوك السياسيين الشاذين الذين يحللون الحرام ويحرمون الحلال ، يدمرون الشرعية ويزورون إرادة الشعب و ينتهكون كل شيء ، فهذه تسمى بالدعارة الجماعية ، و يجب علينا محاربتها بكل الأشكال المتاحة ، حتى يمكن لنا إصلاح ما تم إفساده قبل فوات الأوان …