المغرب: النظام بين قوسين
فريد بوكاس، صحفي باحث و ناشط سياسي
للأسف الدولة بين قوسين ، لأنها ليست بدولة و إنما هي مجرد حظيرة لتربية الوحوش الآدمية و التشجيع على الجريمة بشتى أنواعها ، هي من تتحمل المسؤولية في الدرجة الأولى ، لأنها هي من تفرخ لنا مثل هاته العصابات الإجرامية التي لا تعرف رحمة و لا رأفة . فإن كان الحموشي يستطيع تفكيك خلايا إرهابية سرية ، فلماذا لا يقم بتفكيك هذه الخلايا المتوحشة و التي تشتغل علانية ؟ ألا لعنة الله على كل مسؤول …
الطفل عدنان قد استشهد ، أما المغتصب الحقيقي هو المسؤول عن أمن المواطنين ، هذا المسؤول الذي يتباهى و يخرج علينا بإنجازاته الهوليودية على قنوات الصرف الصحي . الدولة بكل مؤسساتها هي المسؤولة عن اغتصاب الطفولة و اغتصاب الشعب كله و قتله.
فإلى متى سنستمر على هذا الحال و نحن خاضعين راكعين ساجدين و للذل راضين ؟ ألم يحن الوقت لنخرج خرجة واحدة من أجل مستقبل أطفالنا على الأقل ؟ أم أن الأجيال القادمة لا تستحق أن ننضحي من أجلها ؟ ألم يضحي أجدادنا في الريف و في الأطلس و في جبالة و دكالة و الشاوية و عبدة و الصحراء من أجلنا و حاربوا و استشهدوا من أجلنا ؟ فلماذا لا نحذوا حذوهم ، أم هم أبطالا و نحن جبناء ؟
هم رفعوا السلاح ضد المستعمر الفرنسي و الإسباني و الخونة من أبناء جلدتنا ، أعتقد أنه حان الوقت لا لنحمل السلاح ضد أحد ، و إنما لنحمل إشارة النصر في وجه المنظومة الفاسدة التي نشرت كل أنواع الإرهاب و الترهيب و التخلف و الجهل و الفقر و الإقصاء و التهميش و … و هذا أخطر من الاستعمار العسكري …
تعمل الأنظمة الديكتاتورية بكل الوسائل والأساليب على زراعة الخوف في نفوس مواطنيها لضمان عدم قيامهم بأي تحرك ضدها ، الأمر الذي يسهم بخضوعهم لكل أوامرها مهما كانت مجحفة بحقهم خوفا من أي عقاب قد يطالهم منها .. فهل يعتبر الخضوع للأنظمة المستبدة شكل من أشكال الخنوع ؟ وما الفرق بين الخنوع والخضوع ؟ هل هناك تلازم بينهما ؟
لذا علينا أن نعلم بأن الفشل لا يدعوا للخوف ، فهو يمثل تحديا إيجابيا للحياة الناجحة ، فالإخفاقات تحمل في طياتها بذور أعظم النجاحات في المستقبل . والخطوة الأولى لإدراك فن الانتقال من الفشل إلى النجاح هو أن نرى الفشل من منظور مختلف تماما ، و بذلك سنحقق أحلامنا بكل بساطة .