هيومن رايتس ووتش تدين “الضرر المباشر” للهجمات الإسرائيلية على النساء الحوامل في غزة
وكالة المغرب الكبير للأنباء
نددت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية، اليوم الثلاثاء، بـ “الأضرار المباشرة” التي سببتها الهجمات والقصف الذي يشنه الجيش الإسرائيلي على النساء الحوامل في قطاع غزة، حيث يضطررن إلى مواجهة الحمل والولادة وما بعد الولادة دون الحاجة إلى ذلك الرعاية الصحية “الأساسية”.
وفي تقريرها “خمسة أطفال وحاضنة: انتهاكات حقوق النساء الحوامل خلال العدوان الإسرائيلي على غزة”، حذرت المنظمة من “الولادات غير الآمنة” المستمرة والوضع المحفوف بالمخاطر الذي يواجهونه في مواجهة العديد من الأطفال حديثي الولادة في غزة.
ويشير النص إلى أن “الحصار الإسرائيلي والهجمات على المرافق الصحية في غزة كثيراً ما تعرض العديد من النساء والفتيات للخطر أثناء الولادة وبعدها منذ بدء الهجوم في أكتوبر/تشرين الأول 2023”. ومن ثم، فقد حذر من أن الحكومة الإسرائيلية، باعتبارها “القوة المحتلة في غزة، قد انتهكت الحق في الرعاية الصحية التي تلبي المعايير الدولية، (…) بما في ذلك الحق في الحصول على معاملة كريمة ومحترمة”.
وقالت بلقيس ويلي، مديرة الأزمات والصراع في هيومن رايتس ووتش: “منذ بدء التفجيرات، تواجه النساء الحوامل والقاصرون نقصاً في الماء والغذاء والرعاية الطبية”. وأضافت : “إنهم والأطفال حديثي الولادة معرضون دائمًا لخطر الموت”.
منذ بداية هذا العام، أصبحت حالات الطوارئ التوليدية ورعاية الأطفال حديثي الولادة متاحة فقط في سبعة من المستشفيات الثمانية عشر التي لا تزال تعمل جزئيًا في غزة، بالإضافة إلى أربعة من المستشفيات الميدانية الأحد عشر المتبقية.
كما ركزت هيومن رايتس ووتش على القانونين اللذين أقرهما البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) مؤخراً، واللذان “يهددان بتفاقم الأضرار التي لحقت بصحة الأمهات والأطفال حديثي الولادة”.
وبهذا المعنى، أعرب عن أسفه لأن الهجوم الإسرائيلي قد تسبب في التهجير القسري لـ 90 بالمائة من سكان غزة، حوالي 1.9 مليون فلسطيني، الذين “اضطروا إلى التهجير في مناسبات متعددة”. وتقول المنظمة غير الحكومية: “منذ البداية، كان من المستحيل تقريبًا إبلاغ النساء بإمكانية الحصول على العلاج الطبي بأمان”.
الحصار والجوع
كما اتهمت هيومن رايتس ووتش إسرائيل باستخدام الحصار والمجاعة “كسلاح حرب” لأنها تسبب “أزمة خطيرة لانعدام الأمن الغذائي تؤثر على الكثير من سكان غزة”. وجاء في النص أن “النساء الحوامل والقاصرين يواجهون عقبات هائلة في القدرة على الحفاظ على نظام غذائي صحي لنمو الجنين بشكل صحيح”.
وأشارت كذلك إلى أن الحكومة الإسرائيلية “حرمت الفلسطينيين من الوصول إلى المياه، وهو ما يشكل جريمة ضد الإنسانية وعملا من أعمال الإبادة الجماعية”. وذكر أن “العديد من النساء الحوامل أظهرن علامات خطيرة للجفاف أو غير قادرات على الحفاظ على نظافتهن”.
وشددت هيومن رايتس ووتش على أن “النساء الحوامل في غزة لا تتاح لهن سوى فرصة ضئيلة للإخلاء. وينص القانون الدولي على أن جميع المدنيين لهم الحق في الفرار من بلادهم لأسباب طبية، وكذلك العودة إلى هذه الأراضي عندما يفكرون في ذلك”.
واغتنمت ويلي الفرصة للتذكير بأن “الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل في غزة تؤثر بشكل خاص على النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة”. وخلصت إلى أن “وقف إطلاق النار وحده لن يضع حداً لهذه الظروف الرهيبة. ويجب على الحكومات أن تمارس ضغوطاً أكبر على إسرائيل لتلبية احتياجات هؤلاء السكان بشكل عاجل”.