الجزائر تتسابق نحو الخارج
وكالة المغرب الكبير للأنباء
تم الكشف عن إمكانات الجزائر البحرية باعتبارها واحدة من آخر حدود الطاقة في البحر الأبيض المتوسط.
مع منطقة بحرية تبلغ مساحتها 100 ألف كيلومتر مربع تم تحديدها على أنها غنية بالمواد الهيدروكربونية، تمتلك الجزائر أصولًا كبيرة لتطوير قطاع الطاقة البحرية.
تم تحديد 4 أحواض كبيرة
وتكشف الدراسات الأولية التي أجريت منذ عام 2018 عن مؤشرات واعدة بشكل خاص بالنسبة للغاز الطبيعي، وفقا للبيانات الواردة من وزارة الطاقة. ولكن لفهم هذه الإمكانات بشكل أفضل، تم تنفيذ أعمال التنقيب الجيولوجي وجعل من الممكن تحديد أربعة أحواض رسوبية بحرية كبيرة، موزعة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط البالغ طوله 1200 كيلومتر. وتشير البيانات الزلزالية التي تم جمعها إلى وجود هياكل جيولوجية مواتية لتراكم الهيدروكربونات على عمق يتراوح بين 2000 و 2500 متر تحت مستوى سطح البحر.
علاوة على ذلك، فإن هذه التكوينات، المشابهة لتلك التي تم استغلالها بنجاح في مناطق أخرى من البحر الأبيض المتوسط، تشير إلى إمكانات كبيرة. وبعيدا عن هذه الاكتشافات الواعدة، يظل استكشاف مجال التعدين الوطني جزئيا، حيث لا يتم التنقيب إلا عن 47٪ من المناطق في الشمال والهضاب العليا والجنوب. منذ عام 2018، كثفت الشركة الوطنية سوناطراك جهودها في مجال التنقيب، لا سيما في منطقتين ذات أولوية: محيط سكيكدة-بجاية شرقا ومنطقة عين تموشنت-تلمسان غربا. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا العمل، الذي تم تنفيذه بالتعاون مع مجموعات ENI وTotalEnergies، قد حقق بالفعل نتائج وصفها خبراء القطاع بأنها مشجعة.
التقنيات المتطورة لتحليل الأحواض الرسوبية
ولتعميق جهود الاستكشاف هذه، استثمرت الوكالة الوطنية لتنمية الموارد الهيدروكربونية (النفط) 12 مليون دولار في برنامج لتعزيز قدرات التنقيب البحرية. وبالتالي، يتضمن هذا البرنامج الحصول على بيانات زلزالية ثلاثية الأبعاد جديدة واستخدام التقنيات المتطورة لتحليل الأحواض الرسوبية.
وقد بدأت هذه الاستثمارات التقنية تؤتي ثمارها بالفعل، حيث تشير التقديرات الأولية إلى أن الاحتياطيات البحرية يمكن أن تزيد بشكل كبير من القدرات الإنتاجية في الجزائر. على سبيل المثال، في عام 2023، وصل إنتاج الهيدروكربون المسوق في البلاد إلى 170 مليون طن من مكافئ النفط، بزيادة 3.3% مقارنة بعام 2022. ونتيجة لذلك، يمكن أن يساعد استغلال الموارد البحرية في الحفاظ على هذا النمو الديناميكي على المدى الطويل.
الاتفاق مع شيفرون خطوة حاسمة
وفي هذا السياق الواعد، تمثل الاتفاقية الموقعة في 22 يناير 2025 مع شركة شيفرون شمال أفريقيا المحدودة خطوة حاسمة. وتنص هذه الشراكة التي تستمر 24 شهرًا على إجراء تقييم متعمق لموارد النفط البحرية، باستخدام أحدث التقنيات في مجال التنقيب تحت سطح البحر. وكما قال مراد بلدجهم، رئيس شركة النفط: “سيؤدي هذا التعاون إلى تسريع عملية رسم الخرائط الدقيقة لإمكاناتنا البحرية وتحسين حملات الاستكشاف المستقبلية لدينا”.
ولهيكلة هذا التعاون بطريقة منهجية، يتضمن برنامج الاستكشاف عدة مراحل: الحصول على بيانات زلزالية إضافية، والتحليل الجيولوجي التفصيلي للأحواض، وتقييم الموارد القابلة للاستخراج. وأخيرا، ستكون نتائج هذه الدراسات بمثابة الأساس للدعوة الأولى للتعبير عن الاهتمام الدولي المخطط له في عام 2026 لاستغلال المحروقات البحرية.
الاهتمام المتزايد
ويجب القول أن الاهتمام الدولي بإمكانيات الجزائر البحرية آخذ في النمو. والواقع أنه بالإضافة إلى شركة شيفرون، أعرب العديد من اللاعبين الرئيسيين في هذا القطاع، بما في ذلك شركة غازبروم، عن اهتمامهم بالمشاركة في تنمية هذه الموارد. تعد هذه الديناميكية جزءًا من سياق عالمي حيث يشهد شرق البحر الأبيض المتوسط اهتمامًا متجددًا بالتنقيب البحري، بعد الاكتشافات المهمة التي تمت قبالة سواحل مصر وقبرص.
وينبغي أن نتذكر في هذا الصدد أن الجزائر تعهدت بتحديث إطارها التنظيمي والضريبي المتعلق بالأنشطة الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، تخطط البلاد أيضًا للاستثمار في البنية التحتية للموانئ والخدمات اللوجستية اللازمة لعمليات الاستكشاف والإنتاج البحرية المستقبلية.