إدارة المخاطر الطبيعية بين الجزائر وتونس: قمة استراتيجية للحماية المدنية في الوادي
وكالة المغرب الكبير للأنباء
تجتمع اللجنة الثنائية الجزائرية التونسية المشتركة للحماية المدنية هذا الأسبوع بولاية الوادي، مما يمثل مرحلة جديدة في التعاون بين البلدين الجارين لمكافحة المخاطر الطبيعية والتكنولوجية.
ويهدف هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار شراكة طويلة الأمد، إلى تعزيز التنسيق وتبادل الخبرات، بحسب بلاغ صحفي نشرته أمس المديرية العامة للحماية المدنية. منذ التوقيع على اتفاق التعاون بينهما عام 1985، والذي تم إضفاء الطابع الرسمي عليه بموجب المرسوم رقم 215-86 المؤرخ 26 غشت 1986، واصلت الجزائر وتونس مضاعفة المبادرات لتعزيز تعاونهما في مجال الحماية المدنية.
وقد مكنت هذه الشراكة، التي وصفتها المديرية العامة لحماية الكوارث، بأنها “رائعة”، من تطوير المهارات المشتركة وإنشاء آليات مشتركة لإدارة الكوارث. ومن المقرر أن يستقبل الاجتماع يومي 20 و21 جانفي عبد الصمد بن جدو، المدير العام للديوان الوطني التونسي للحماية المدنية، مرفوقا بوفد من الإطارات المركزية.
وسيستقبله نظيره الجزائري العقيد بوعلام بوغلف. ووفقا للوثيقة نفسها، ستركز المناقشات على عدة مواضيع رئيسية، بما في ذلك التدريب والاستجابة لحالات الطوارئ ومساعدة السكان المتضررين. وستكون المواضيع الاستراتيجية مثل مكافحة حرائق الغابات والفيضانات، خاصة على طول الحدود الجزائرية التونسية، في قلب المناقشات.
ومن أهداف هذا الاجتماع تعميق آليات التنسيق الإقليمية والدولية. بالإضافة إلى ذلك، يخطط البلدان لتنظيم منتديات وندوات مشتركة “لتحسين مهارات أفراد الحماية المدنية وإعدادهم للاستجابة بفعالية للكوارث والأزمات”.
ويجد هذا التعاون أيضًا صدى في الإجراءات الملموسة. وفي يوليوز 2022، وبأمر من الرئيس عبد المجيد تبون، تم إرسال رتل متنقل متخصص في إطفاء حرائق الغابات إلى تونس للتعامل مع الحرائق المدمرة. ويرمز هذا التدخل إلى التضامن والتعاون العملي بين البلدين.
وبالتالي فإن اجتماع الوادي يؤكد من جديد التزام البلدين ببناء القدرة المشتركة على مواجهة التحديات المناخية والتكنولوجية. ومن خلال تعزيز قدراتهما على العمل والتنسيق بينهما، تطمح الجزائر وتونس إلى أن تكونا نموذجا للتعاون الإقليمي المستدام والفعال.
وتَعِد هذه الديناميكية بوضع الأسس لاستعداد أفضل للأزمات المستقبلية، بما يخدم السكان على جانبي الحدود. تجدر الإشارة إلى أن التعاون بين الجزائر وتونس قد وصل إلى مرحلة جديدة منذ بداية عام 2025 مع إطلاق أعمال اللجنة الفنية المخصصة لتقييم ورقة خارطة الطريق المعتمدة خلال الدورة الأولى من 2025، يوم 8 يناير بطبرقة جلسة اللجنة الجزائرية التونسية لتنمية و ترقية المناطق الحدودية.
وتهدف هذه المبادرة إلى تنشيط هذه المناطق من خلال التركيز على التنمية الاقتصادية المتكاملة وتحسين البنية التحتية والأمن. يجمع العمل المنتظم لهذه اللجنة بين الجهات الفاعلة المحلية والوطنية لضمان الرخاء المشترك ووضع السكان المحليين في مركز الأولويات.