ملك إسبانيا يؤكد أن العلاقات مع المغرب “خاصة” ويدعو إلى تعزيز التعاون
وكالة المغرب الكبير للأنباء
أكد الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا على أهمية تعزيز العلاقات مع المغرب في إطار الصداقة وحسن الجوار، وذلك خلال كلمته في المؤتمر التاسع للسفراء الإسبان يومي 13 و14 يناير الجاري.
وأضاف العاهل الإسباني “سنواصل تعزيز أجندتنا الثنائية مع المغرب، البلد الذي يتعين علينا أن نواصل تعاوننا معه بروح الصداقة والتعاون التي تحكم علاقات الجوار الخاصة بيننا” .
وتطرق الملك إلى أهمية التحالفات الاستراتيجية في السياسة الخارجية الإسبانية، وخاصة في إطار المنتديات مثل حوار 5+5 والاتحاد من أجل المتوسط، مشيرا إلى دورها الرئيسي في تعزيز التعاون الإقليمي وتقديم الحلول للتحديات المشتركة.
وتأتي تصريحات الملك في ظل العلاقات التجارية المزدهرة بين الجارين المتوسطيين. ففي الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، بلغت صادرات مدريد إلى الرباط 10.84 مليار يورو، في حين بلغت الواردات 8.22 مليار يورو، مسجلة مستويات قياسية مع نمو سنوي بنسبة 6.8% للصادرات و9.1% للواردات.
وتعكس هذه العلاقات التجارية القوية العلاقات الثنائية المتنامية التي شهدت نقطة تحول مهمة في مارس/آذار 2022، عندما أيد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز علناً مقترح الحكم الذاتي للصحراء الغربية الذي تقدم به المغرب ، مما يشير إلى تحول في موقف مدريد بشأن النزاع الإقليمي.
إن العلاقة بين إسبانيا والمغرب لا تقتصر على التجارة، بل تعكس قرونًا من التاريخ المشترك والتحديات الحديثة.
وتظهر هذه الشراكة جلية في مجالات مختلفة، من مكافحة الإرهاب والسيطرة على الهجرة إلى الأحداث الرياضية الكبرى، حيث تستعد الدولتان، إلى جانب البرتغال، لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030.
وفي الآونة الأخيرة، خصصت مدريد 2.5 مليون يورو لدعم جهود الرباط في مراقبة الحدود، وتوفير معدات المراقبة والمركبات لتعزيز العمليات الأمنية.
ومن الجدير بالذكر أن السلطات المغربية لعبت دورا حاسما في دعم التحقيقات الإسبانية، وخاصة في جهود مكافحة الإرهاب.
وأصبح هذا التعاون واضحا من خلال المساعدة التي قدمتها للسلطات الإسبانية خلال التحقيق في تفجيرات مدريد عام 2004.
في عملية إنسانية كبرى، أرسل الملك محمد السادس فرقة مكونة من 120 فردا و30 شاحنة متخصصة إلى فالنسيا في أعقاب عاصفة دانا، حيث عملوا بلا كلل لمدة شهرين لمساعدة المجتمعات الإسبانية على التعافي من الفيضانات المدمرة.
وشكر رئيس الوزراء سانشيز المغرب علنًا على هذه المساعدة الحاسمة.
حافظت ضفتا مضيق جبل طارق على تعاون أمني قوي. وقد أثمرت جهود الدولة الواقعة في شمال أفريقيا عن نتائج، حيث منعت السلطات 48963 محاولة للهجرة غير الشرعية وتفكيك 210 شبكات إجرامية متورطة في الاتجار بالبشر بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
تحدث وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس مؤخرا عن التأخير في إعادة فتح نقاط الجمارك في سبتة ومليلية، مشيرا إلى أن البلدين كانا يخططان لإعادة فتحها في الثامن من يناير/كانون الثاني. وتحدث عن الحاجة إلى التحسينات الفنية المستمرة من قبل سلطات الجمارك في البلدين.
كما أعرب الملك فيليبي السادس عن دعمه لتعزيز التعاون مع أفريقيا، مرحبا باستراتيجية إسبانيا أفريقيا الجديدة 2025-2028، والتي وصفها بخريطة طريق واضحة لتعزيز العلاقات مع القارة.