البحرية الجزائرية ستعزز أسطولها بسفينة دعم لوجستي إيطالي
وكالة المغرب الكبير للأنباء
في خطوة استراتيجية مهمة تكشف التزام الجزائر المستمر بتعزيز قدراتها الدفاعية وتحديث أسطولها البحري، أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية عن اتفاق مبدئي مع الجزائر لتوريد سفينة دعم لوجستي تعتمد على تصميم LSS ( سفينة الدعم اللوجستي )، “فولكانو” LSS (A-5335) تابعة للبحرية الإيطالية.
وتم التوصل إلى الاتفاق خلال الاجتماع الخامس عشر للجنة الإيطالية الجزائرية المختلطة، برئاسة الدكتورة لويزا ريكاردي، الأمينة العامة بالنيابة للدفاع والمديرة الوطنية للتسليح عن الجانب الإيطالي، والجنرال محمد صلاح بنبيشة، الأمين العام لوزارة الدفاع الإيطالية. الدفاع الوطني من الجانب الجزائري. وركزت المحادثات على التعاون في مجال المواد والمعدات العسكرية، مع التركيز بشكل خاص على تطوير الصناعات الدفاعية في البلدين.
وستمثل هذه الاتفاقية، التي تندرج في إطار الجهود التي تبذلها الجزائر لتعزيز قدرات قواتها المسلحة، إضافة مهمة لقوتها البحرية والدور الذي تلعبه في منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما يعكس تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث تعتبر إيطاليا الجزائر شريكا أساسيا للاستقرار والأمن الإقليميين. ويتم السعي إلى تحقيق تعاون دفاعي أكبر استجابة للتحديات المشتركة، مثل الأزمة الليبية وقضايا الطاقة والهجرة غير الشرعية. وبالإضافة إلى ذلك، أصبحت الجزائر واحدة من موردي الغاز الرئيسيين لأوروبا، بما في ذلك إيطاليا، الأمر الذي يعلق أهمية كبيرة على تعزيز العلاقات الثنائية.
وتشكل هذه السفينة رصيدا حيويا للأسطول الجزائري، حيث أن سفن الدعم اللوجستي ضرورية لأي بحرية. إنهم يلعبون دورًا حاسمًا في إطالة فترة انتشار الأسطول في البحر، وتزويد الوقود والمؤن والذخيرة، مما يسمح بتنفيذ عمليات فعالة لفترات طويلة دون الحاجة إلى العودة إلى الميناء. وهذه القدرة ضرورية بشكل خاص في منطقة مثل البحر الأبيض المتوسط، التي تواجه تحديات جيوسياسية وأمنية متزايدة.
LSS “فولكانو” التابعة للبحرية الإيطالية
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن السفينة المتجهة إلى الجزائر ستكون سفينة دعم لوجستي حديثة تعتمد على تصميم “فولكانو” التابع للبحرية الإيطالية ، من صنع شركة فينكانتيري. وبإزاحة تزيد عن 27 ألف طن ومدى يصل إلى 13 ألف كيلومتر، ستكون قادرة على نقل كميات كبيرة من الوقود والمياه والذخيرة والإمدادات والمعدات، مع سعة شحن تزيد عن 15 ألف طن.
وهو مصمم لتزويد السفن في البحر بالسوائل والمواد الصلبة، وبالتالي فهو يحتوي على أربع محطات تجديد موزعة بين الجانبين ومحطة خامسة في الخلف. وقد تم تصميمه لتزويد وقود الديزل ووقود الطائرات والمياه بالإضافة إلى قطع الغيار والأغذية والذخيرة. كما يوجد بها مستشفى يتسع لاستقبال ما يصل إلى 17 شخصًا، وهو مجهز بالكامل بغرف العمليات وأجهزة الأشعة وطب الأسنان.
بالإضافة إلى ذلك، وكميزة مبتكرة، يمكن لـ “Vulcano” القيام بمهام الإنقاذ أو الإصلاح في البحر على متن سفن أخرى ، وبالتالي فهي تحتوي على رافعة ثابتة قوية بسعة 30 طنًا يمكن رؤيتها على مقدمة السفينة. بالإضافة إلى ذلك، إذا لزم الأمر، يمكن تجهيزها بأنظمة إلكترونية لتكوينها لمهام الاستخبارات والحرب الإلكترونية. يبلغ طول السفينة 193 مترًا، وتبلغ سرعتها القصوى 20 عقدة، ويتكون طاقمها من 235 شخصًا، ويمكنها توفير ما يصل إلى 2500 كيلووات من الكهرباء والمياه العذبة للميناء، ويمكنها دمج ما يصل إلى 8 وحدات سكنية أو مستشفى إضافية.
ويجب على السفينة الجزائرية المستقبلية أن تعزز قدرة البلاد على مراقبة وتأمين مياهها الإقليمية وحماية مصالحها الاقتصادية ومحاربة الجريمة المنظمة. وتمثل هذه الاتفاقية استثمارا استراتيجيا وإظهارا لالتزام الجزائر بالدفاع عن مصالحها وحماية حدودها.
وإلى جانب الجوانب العسكرية والأمنية، تندرج هذه الاتفاقية في إطار الاستراتيجية الجزائرية لتطوير صناعتها الدفاعية المحلية. ويهدف التعاون الإيطالي الجزائري أيضا إلى تطوير وتوسيع حوض السفن الجزائري عنابة لبناء السفن التي يصل طولها إلى 50 مترا.
ويتجلى هذا النهج أيضًا في مشاريع أخرى، مثل التعاون بين الصين والجزائر للإنتاج المحلي للفرقاطات الصينية الخفيفة من طراز F-15A. وفي نهاية المطاف، تمثل هذه الاتفاقية خطوة مهمة للأمام بالنسبة للقدرات البحرية للجزائر، وتعكس رؤية استراتيجية طموحة لتطوير القوات المسلحة وتعزيز دور الجزائر الإقليمي.