لبنان: ويبرز قائد الجيش باعتباره المرشح المفضل لرئاسة لبنان بدعم من عدة مجموعات برلمانية
وكالة المغرب الكبير للأنباء
يبدو أن رئيس الأركان العامة للجيش اللبناني العماد جوزاف عون هو المرشح الأوفر حظا لقيادة البلاد قبل جلسة انتخاب رئيس جديد الخميس المقبل، بعد أكثر من عامين من الشغور، بعد إعلان عدة كتل نيابية ذلك. وسيصوتون لمن يعتبرونه المرشح الذي يحظى بإجماع كبير، وهو المرشح الذي انسحب منه حزب الله الشيعي اللبناني من السباق الرئاسي.
جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحافي عقد بعد اجتماع بين قادة أحزاب القوات اللبنانية، التي تضم الكتلة الأكبر في المجلس، الكتائب، وعشرة نواب آخرين، من بينهم فؤاد المجزومي، عن كتلة التجديد، الذي تلى الإعلان.
وبعد مشاورات مكثفة تحضيراً لجلسة 9 كانون الثاني 2025، والجهود الدولية المحمودة لأصدقاء لبنان الذين سعوا لإخراجه من أزمته السياسية، لا سيما بعد الحروب التي أحدثت خرابا ودماراً، اجتمع نواب قوى المعارضة وتوصلت إلى أن المرشح الذي يحظى بإجماع كبير هو العماد جوزاف عون، وبالتالي قررنا دعمه لمنصب رئيس الجمهورية اللبنانية والتصويت له”.
ودافع المجزومي عن مساعي القوى السياسية لإيجاد مرشح رئاسي “يحظى بأوسع توافق وطني” رغم “التوترات ومحاولات الفرض” منذ أكثر من 18 شهرا، والتي أرجعها إلى “المقاومة”، كما يسميها حزب الله.
وكرر السياسي ورجل الأعمال مطالب هذه التشكيلات من أجل انتخاب من سيتولى رئاسة الدولة، وهو المنصب الشاغر منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في 31 تشرين الأول 2022: رئيس “يستعيد سيادة الدولة”. الدولة على كامل أراضيها وحدودها، وتنفيذ أحكام الدستور والطائف، واستعادة لبنان مكانته ودوره وعلاقته بمحيطه العربي والدولي.
كما دعا بقية النواب “على اختلاف توجهاتهم الوطنية إلى تحمل مسؤولياتهم، وإعادة الأمل إلى اللبنانيين”، من خلال التصويت للعماد جوزاف عون، وبالتالي “إطلاق عملية إنقاذ البلد، واستعادة الدولة”. وقراره الوطني السيادي، وحصر السلاح في أيدي مؤسساته الشرعية” – وهو المطلب الأخير في إشارة إلى حزب الله -، وتطبيق “القرارات والاتفاقيات الدولية 1559، 1680 و1701، (…) وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والهيكلية”.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن سحب المرشح المفضل لحزب الله وحركة أمل، المسيحي الماروني (والمقرب من دمشق) سليمان فرنجية، من التيار الوطني الحر في لبنان، ترشيحه وأعرب عن دعمه للجنرال، زاعماً أن “له خصائص الحفاظ على منصب الرئاسة الأولى”، متمنيا لمجلس النواب “النجاح في العملية الانتخابية” و”أن يتجاوز الوطن هذه المرحلة بالوحدة والضمير والمسؤولية”.
ويبدو أن الضغوط الدولية أقنعت الكتل المختلفة بشأن العماد عون – الذي اكتسب ترشيحه زخماً بعد سقوط بشار الأسد في سوريا في 8 كانون الأول/ديسمبر ونتيجة للحرب بين حزب الله وإسرائيل – بعد المحادثات التي جرت يوم الأربعاء في بيروت بين الطرفين. المبعوثان الفرنسي والسعودي في البلاد، جان إيف لودريان، ويزيد بن فرحان، على التوالي، والجهود الدبلوماسية لنظيرهما الأمريكي، عاموس هوشستين، الذي كان في الرياض مطلع الأسبوع الجاري.