ماذا تحتوي خريطة الطريق الموقعة عام 2022 بين الجزائر وباريس؟
وكالة المغرب الكبير للأنباء
تشهد العلاقة بين الجزائر وفرنسا بانتظام توترات وسوء تفاهم. ومؤخرا، أعرب جان نويل بارو، وزير الخارجية الفرنسي، عن شكوكه بشأن استعداد الجزائر لاحترام خريطة الطريق الثنائية الموقعة عام 2022، وهي وثيقة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين. ما هي المبادئ التوجيهية الرئيسية لهذه الاتفاقية؟ العودة إلى محتواه وأهدافه.
تم اعتماد خارطة الطريق هذه في عام 2022 بعد مناقشات في الجزائر العاصمة بين الرئيسين عبد المجيد تبون وإيمانويل ماكرون، والتي تسمى إعلان الجزائر لشراكة متجددة، وتهدف إلى إعادة إطلاق العلاقات التي تضررت في كثير من الأحيان بسبب الخلافات التاريخية والسياسية. وتمحورت حول ستة محاور رئيسية : الحوار السياسي، التاريخ والذاكرة، البعد الإنساني والحراك، الشراكة الاقتصادية وانتقال الطاقة، التعاون التعليمي والعلمي والثقافي والرياضي، وأخيرا الشباب.
سوف يتساءل الكثيرون عن محتوى ما يسميه رئيس الدبلوماسية الفرنسية خريطة الطريق للعلاقات الثنائية الفرنسية الجزائرية. ويتجاهل جان نويل بارو القول بأن الشكوك التي يعرب عنها يجب أن يتقاسمها الطرفان، إذ أن هناك حديث في الديباجة عن “تحديد أجندة مشتركة للمستقبل بحلول عام 2030” وعن زيارات وزارية لم تتم. إن اعتراف فرنسا في يوليوز 2024 بالطابع المغربي للصحراء الغربية يشكل “غطاء على الكعكة” لعدم الامتثال للقانون الدولي، خاصة وأن هذا الاعتراف رافقه موقف واضح لصالح الجار المغربي وعلى حساب الجزائر. .
ماذا تحتوي خارطة الطريق لعام 2022 التي ذكرها جان نويل بارو ؟ وكانت تعتزم فتح حقبة جديدة في العلاقات الفرنسية، وتوضيحها على مبدأ المعاملة بالمثل والشراكة والتعاون. وإليكم النقاط الست التي تضمنها إعلان الجزائر لشراكة متجددة بين فرنسا والجزائر الذي وقعه تبون وماكرون يوم السبت 27 أغسطس 2022.
الحوار السياسي
تعزيز المشاورات الثنائية : تعمل فرنسا والجزائر على إنشاء “مجلس أعلى للتعاون” على مستوى رؤساء الدول، لتعميق الثقة المتبادلة والاستجابة للقضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وسيقوم هذا المجلس بتوجيه آليات التعاون، وتنسيق إجراءات الشراكة، وسيستفيد من الزيارات الوزارية المنتظمة.
أساليب الاجتماعات : كما سيتناول المجلس الأعلى، الذي ينعقد كل سنتين بالتناوب في باريس والجزائر العاصمة، قضايا الدفاع والأمن من خلال اجتماعات مستوحاة من نموذج زرالدة، من خلال تعبئة مسؤولين من البلدين.
التاريخ والذاكرة
العمل المشترك حول الذاكرة : سيتم إنشاء لجنة من المؤرخين من البلدين لدراسة الأرشيفات المرتبطة بالاستعمار وحرب الاستقلال، ومعالجة موضوعات مثل الأرشيفات والممتلكات وبقايا الجثث والتجارب النووية. وسيتم تقييم هذا العمل كل ستة أشهر.
مساحات للحوار الثقافي : سيقوم الطرفان بإنشاء متاحف ومساحات إبداعية لتشجيع التبادلات بين الشباب الفرنسي الجزائري، من خلال دمج الباحثين والفنانين والشباب في مشاريع مشتركة. وسوف يقومون أيضًا بالترويج لتراث المقابر الأوروبية.
البعد الإنساني والتنقل
الإشراف على التنقل : يهدف التفكير المشترك إلى تحسين تنظيم حركة الأشخاص بين البلدين ، مع احترام القوانين مع تسهيل التبادلات في المجالات الاقتصادية والأكاديمية والسياحية والثقافية.
تعبئة الشتات : سيتم تعزيز الجاليات الجزائرية في فرنسا ومزدوجي الجنسية كأدوات للتعاون الثنائي، مع دعم خاص لمشاريعهم في فرنسا والجزائر.
الشراكة الاقتصادية وانتقال الطاقة
– التعافي الاقتصادي المتوازن : يهدف البلدان إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية، من خلال تشجيع الشراكات في القطاعات المبتكرة مثل الرقمية والطاقات المتجددة والصحة، مع التركيز على خلق فرص العمل للشباب.
تحول الطاقة والبنية التحتية : سيركز التعاون على معالجة الغاز والهيدروجين والغاز المشتعل، مع إيلاء اهتمام خاص لتطوير البنية التحتية اللوجستية على ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
التعاون التربوي والعلمي والثقافي والرياضي
البحث والتعليم : تلتزم فرنسا والجزائر بتكثيف التعاون التعليمي والعلمي ، لا سيما من خلال تعزيز الشراكات بين معاهد البحث وإطلاق برامج لحماية التنوع البيولوجي في البحر الأبيض المتوسط.
الثقافة والرياضة : سيقوم الطرفان بتطوير مبادرات سينمائية وأثرية ورياضية، وتعزيز تنقل الفنانين والخبراء. وسيتم بذل الجهود لتعزيز التدريب في هذه المجالات.
مبادرات للشباب : سيتضمن ميثاق الشباب إنشاء شبكة من حاضنات الشركات الناشئة، وتعزيز التعاون الجامعي، وتطوير القطاعات في مجالات المستقبل مثل الاقتصاد الرقمي وانتقال الطاقة.
المشاريع الملموسة والمراقبة : ستشمل المشاريع استثمارات للشركات الصغيرة والمتوسطة، والإقامات الفنية، والتبادلات الرياضية، وتشجيع الترجمة الأدبية. وسيتم ضمان المراقبة المنتظمة كل ستة أشهر لتقييم التقدم المحرز.