الجزائر وجنوب أفريقيا خط الالتقاء
وكالة المغرب الكبير للأنباء
“بدعوة من الرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون، يبدأ رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، السيد سيريل رامافوسا، الخميس 5 ديسمبر 2024، زيارة دولة إلى الجزائر”، جاء ذلك في بيان صحفي لرئاسة الجمهورية، اليوم الأربعاء.
في طليعة نضالات أفريقيا
وستكون زيارة رئيس جنوب أفريقيا بمثابة إعادة التأكيد على العلاقات القوية بين البلدين. هذه العلاقات النوعية، التي تعود إلى حقبة نضال جنوب إفريقيا من أجل التحرر من الاستعمار، تعززت بفضل الدعم الصريح الذي قدمته الجزائر لشعب جنوب إفريقيا في كفاحه ضد نظام الفصل العنصري، وهي القضية التي جسدها نيلسون مانديلا صاحب الشخصية الكاريزمية.
وهذا يعني أنه على الرغم من المسافة التي تفصل بين البلدين، فإن الجزائر وجنوب أفريقيا كانتا في طليعة نضالات أفريقيا، ورفضت كل أشكال القمع والاحتلال. ولم تتخلى الجزائر وبريتوريا عن هذا الموقف، مؤكدتين أن الشعب الذي يناضل من أجل استقلاله يمكنه دائما الاعتماد على هذين البلدين. وهذا ما ثبت بالنسبة للقضية الفلسطينية والتي حظيت بدعم قوي من الجزائر وجنوب أفريقيا.
المدافعون عن القضايا العادلة
سواء في المجال الدبلوماسي، من خلال ما تقوم به الجزائر داخل مجلس الأمن الدولي، من خلال الدفاع عن القضية الفلسطينية دون كلل أو ملل، وفي مجال العدالة حيث تتميز جنوب أفريقيا بتقديم الاستشهاد الذي تعرض له الكيان الإسرائيلي في غزة منذ أكتوبر الماضي. 2023، إلى مستوى الولايات القضائية الدولية. وفي هذا السجل تجدر الإشارة إلى أن القرار الأحدث والتاريخي للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائليين بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، لم يكن ليصدر لولا الالتزام بذلك الجزائر وجنوب أفريقيا.
وفي هذا الصدد، ينبغي أن نتذكر أن الجزائر، عبر صوت الرئيس تبون، هي التي دعت إلى تقديم القادة الإسرائيليين إلى العدالة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في فلسطين. وبعد ذلك، تم قبول طلب الجزائر بشكل مباشر من قبل جنوب أفريقيا، التي رفعت دعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. ويكفي أن نقول إن الجزائر وبريتوريا مدافعتان عن القضية الفلسطينية. وقد مكن ذلك الأخير من إحراز تقدم ملحوظ في سياق يتسم بالجمود من جانب المجتمع الدولي في وقت تحاول فيه الدول تقديم المساعدة للقادة الإسرائليين الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال.