مراجعة اتفاقية الشراكة مع الجزائر ” موافقة من الاتحاد الأوروبي “
وكالة المغرب الكبير للأنباء
سميرة بلعبيد
من المتوقع أن تكون سنة 2025 نقطة تحول رئيسية في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي.
“2025 سيكون عام الهدوء وتعزيز التجارة. صرح دييغو ميلادو باسكوا، سفير الاتحاد الأوروبي في الجزائر، خلال لقاء مع الصحافة الوطنية، يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، أن الجزائر ستكون لاعبا رئيسيا في إعادة التصنيع في دول الاتحاد الأوروبي.
تمهيد الطريق للتعاون متبادل المنفعة
وشدد السيد ميلادو على أهمية تعزيز العلاقات مع الجزائر من أجل إرساء أسس متينة للمستقبل. ووفقا له، فإن الأولوية هي لتنظيف هذه الأمور وفتح الطريق أمام التعاون متبادل المنفعة على المستويين الاقتصادي والتجاري. وتظهر الأرقام الأهمية المتزايدة لهذا التعاون. وفي عام 2023، وصل حجم التبادل التجاري بين الطرفين، لأول مرة، إلى 50 مليار يورو، وهو رقم أعلى بكثير من 30 إلى 40 مليار يورو في العقدين الماضيين.
وتبقى أوروبا الشريك الرئيسي للجزائر، خاصة فيما يتعلق بصادرات الغاز وتمثل المشتري الرئيسي لهذا المنتج الاستراتيجي. كما تشهد الاستثمارات الأوروبية في الجزائر نموا قويا، إذ تقدر قيمتها بأكثر من 23 مليار أورو. وبالنسبة لميلادو باسكوا، تعتبر هذه النتيجة الإيجابية علامة واضحة على أن العلاقات بين الطرفين في تحسن مستمر.
“الميثاق من أجل المتوسط”: شراكة معززة
وقال السيد ميلادو: “نحن ندرك الجهود التي تبذلها الجزائر، خاصة فيما يتعلق بإعادة التصنيع وتنويع اقتصادها، ونرغب في الحفاظ على هذه الديناميكية”. وكجزء من هذه الديناميكية المتجددة، سيتم إطلاق مشروع رئيسي في عام 2025: ميثاق البحر الأبيض المتوسط. ويهدف هذا الاتفاق الطموح إلى تعزيز الوسائل المتاحة للدول الشريكة، وخاصة تلك الواقعة على الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط، لدعم تنميتها الاقتصادية ومواجهة التحديات الإقليمية.
وبحسب السفير، فإن ذلك سيتطلب إعادة التفكير في العلاقات الثنائية، من خلال خلق شراكة منظمة ودائمة، قادرة على الاستجابة للتحديات المشتركة في المنطقة. وأضاف أن “هذا الاتفاق يندرج في إطار الرغبة في مراجعة الاتفاقيات السابقة، مع التركيز على نتائج ملموسة ومزيد من الإجراءات الملموسة”. وأضاف: “سنعيد تقييم ما لم ينجح في الاتفاقيات السابقة لتعلم الدروس ووضع خارطة طريق جديدة أكثر فعالية”.
مواصلة فتح السوق الأوروبية أمام المنتجات الجزائرية
كما أعلن السفير أنه من المقرر إجراء مراجعة لاتفاقية الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في بداية عام 2025. وستكون هذه المراجعة فرصة لإدخال ديناميكيات جديدة، خاصة في مجال التجارة والاستثمار. وقال ميلادو باسكوا إنه سيتم تنظيم مشاورات فنية لضمان مراعاة مصالح الجزائر في المفاوضات.
أحد الأهداف الرئيسية للمراجعة هو زيادة فتح السوق الأوروبية أمام المنتجات الجزائرية. “يجب على الجزائر أن تجد أفضل طريقة لإعادة الاندماج في السوق الأوروبية. وأضاف السفير: “نحن أكبر كتلة تجارية في العالم، كما أننا الأكثر انفتاحا على التجارة الخارجية، ويمكن للجزائر أن تكون قوة إقليمية، وبطبيعة الحال يجب أن يكون هناك حضور كبير في أوروبا”.