هل تونس تسير على الطريق الصحيح لتصبح “مركزا عالميا” للتعليم العالي؟
وكالة المغرب الكبير للأنباء
تعمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية على وضع الأسس لجعل تونس مركزا للتعليم العالي ووجهة للبحث العلمي على المستويين الدولي والإقليمي من أجل تطوير جودة التدريس وتعزيز البحث والابتكار.
وقد وصف وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي، منذر بلعيد، التدابير الأساسية لتحقيق ذلك، خلال منتدى حول الانفتاح الدولي للتعليم العالي في تونس.
“لقد أصبح الانفتاح الدولي للتعليم العالي موضوعا ذا أهمية كبيرة بالنسبة للجامعات وأنظمة البحث في جميع أنحاء العالم، لأن هناك إجماعا على مزاياه، سواء على مستوى تطوير جودة “التدريس أو تحسين البحث والابتكار”.
وأشار إلى أن “الوزارة تعمل على إرساء أسس وضع تونس كوجهة أكاديمية وعلمية مختارة ومتميزة على المستوى الدولي والإقليمي على أساس ما تتمتع به من ميزات تنافسية كبيرة على أرض الواقع”.
وقال بلعيد إن الاستراتيجية “تأخذ في الاعتبار خصوصية السياق الوطني وتجعل من الانفتاح الدولي وسيلة لتحقيق المهام الأساسية للجامعات التونسية، وهي توفير مستوى عال من التعليم والتعلم يضمن قابلية توظيف عالية مع توفير بيئة عمل جيدة”. بيئة للبحث العلمي الفعال، المتوافقة مع احتياجات سوق العمل والمتوافقة مع الأشكال الجديدة للمهن”.
تنقل الطلاب
وقال بلعيد إن استراتيجية التواصل الدولي تعتمد جزئيا على جذب الطلاب الدوليين للدراسة في تونس وتوفير المزيد من فرص التنقل للطلاب التونسيين. وبحسب دراسة أجريت عام 2024 للطلاب الدوليين في العالم العربي، تحتل تونس المرتبة الأولى، تليها الجزائر والإمارات العربية المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية بين الدول العربية المضيفة للطلاب الدوليين في مؤسساتها التعليمية.
ويبلغ العدد الإجمالي للطلاب التونسيين المتنقلين بالخارج 23.704، وفقا لتقرير اليونسكو، التدفق العالمي لطلاب المرحلة الثالثة. وستركز استراتيجية التدويل التونسية أيضا على صياغة برامج مشتركة بين الجامعات التونسية ونظيراتها الدولية والإقليمية، وتعزيز الشراكات الدولية في مجال البحث العلمي.
تعتبر تونس دولة ذات أداء معتدل من حيث البنية التحتية المعرفية، حيث تحتل المرتبة 75 من بين 123 دولة في مؤشر المعرفة العالمي (GKI) لعام 2021، الذي يقيس أداء المعرفة في جميع أنحاء العالم، بمساعدة سبعة مؤشرات قطاعية رئيسية، بما في ذلك التعليم العالي إلى جانب البحث والتطوير والابتكار.
وقال أكاديمي تونسي تحدث إلى University World News إن الاستراتيجية الجديدة لم تكن استجابة للأحداث التي صورت تونس على أنها غير مرحب بها للطلاب الأجانب.
وقال الأكاديمي: “على حد علمي، ما حدث لا يهم الطلاب، بل المهاجرين غير الشرعيين الذين جاءوا عبر ليبيا وكانوا ضحايا شبكات الاتجار بالبشر والتهريب المنظمة في أفريقيا”.
تحسين الجودة
ورحب بشير علوش، أستاذ التكنولوجيا بالجامعة الافتراضية بتونس، باستراتيجية التدويل. وقال لـ University World News :
“ستعمل هذه الاستراتيجية الوطنية على تعزيز القدرة التنافسية وتساعد على جذب المزيد من الطلاب من بلدان جنوب الصحراء الكبرى إلى الجامعات العامة والخاصة، مما سيساعد على وضع تونس كلاعب رئيسي في التعليم العالي والبحث العلمي في أفريقيا”.
وأضاف علوش، وهو أيضًا الرئيس السابق للجمعية التونسية للتعليم عبر الإنترنت، “يجب أن تشجع هذه الاستراتيجية الوطنية على تحسين الجودة”. وقال إن الاعتماد الدولي لكليات الهندسة وكليات الطب للحصول على اعتراف دولي أفضل من شأنه أن يؤدي أيضًا إلى معايير أعلى في التدريس والبحث. و أضاف : “من المهم جذب المزيد من الطلاب الأجانب، ولكن أيضًا تشجيع التعاون الدولي والتبادلات مع الجامعات التونسية خارج نطاق الشركاء الفرنسيين والأوروبيين المعتادين.
وقال علوش: “يجب أن تدعم الاستراتيجية الوطنية أيضًا المبادرات الاستباقية التي تؤدي إلى تنويع التعاون الدولي في الجامعات التونسية مع توفير فرص لمعالجة قضايا جديدة مثل تغير المناخ والتقدم التكنولوجي”.