ما تلك بيمينك يا محمد السادس ؟ عكاز جلالة الملك
بقلم : فريد بوكاس، صحفي باحث و ناشط سياسي
سأختزل من هذا المقال الجواب المأثور “هو عكازي، أتوكأ عليه، وأهش به على شعبي، ولي فيه مآرب أخرى..”، لأن الأدهى والأمَر في هذا المشهد ما يخفيه السيناريو الذي أراد من خلاله كرادلة البلاط خضم هذا التحاقن السياسي الذي تمر منه البلاد إضفاء سمة الملك الجاد الذي لا يكل كاهله في سبيل تنمية البلاد متخطيا كل العقبات تمثلت نهاية الأسبوع الماضي في استقبال الرئيس الفرنسي ماكرون رغم حالته الصحية الجد صعبة التي لم تثنيه من آداء واجبه الوطني..، هذا في حد ذاته وحتى لا نكون جاحدين خطوة إيجابية تحسب له.. في نفس الوقت عليه..؟
يجب أن نقف هنا كمغاربة غيورين على بلدنا الحبيب، نعيش دور المتسائل الحائر، هل اتفاقيات الاستثمار الفرنسي في المغرب قيمة مضافة للبلاد، أم هي العصى التي تعرقل دوران عجلات التقدم والتنمية ومستقبل البلاد؟ بمنطق أو بآخر، يجب على الشعب المغربي الإحاطة بما هو مستور، أو أريد بأصح المعنى حجبه عن العامة بخصوص الملايير التي تنهب سنويا و تهرب إلى الخارج بحجة الاستثمار المغربي و تمدده في إفريقيا . فٱنطلاقا من الميزانية التي تخصصها الدولة لهذا الغرض والتي تفوق قيمتها كلفة الاستثمارات الملكية في دول إفريقية .
سعداء حقا إن لم يكن هناك الغربال الذي يجهد ولاة أمرنا أنفسهم لحجب أشعة حقيقة واقعنا المغربي المأزوم.. كما أن من الإستحالة قلب موازين المعادلة من سيئ إلى همزة بداية كلمة أحسن، ما دامت جاثمة على دواليب المملكة بمختلف مؤسساتها بدون إستثناء ديناصورات الفساد وحاشية السوء كاتبة سيناريو مغرب الفقراء، هذا التشردم قدَّر للمغاربة معيشة الأزمات حتى صاروا لا يشغلهم شاغل إلا كسب قوت اليوم إن تسنى ذالك وأرادوا من خلال عكاز الملك أن يحول دونهم وأجندات المعارضة، وأن يقوم مقام العصى كأفعى تسعى تتلقف إفك فئة من المغاربة سلكت سبل شعوب تمردت على أنظمتها
عكاز جلالة الملك بين السلبيات والإجابيات؟
نخوض بادئين ببدء في إجابيات هذا الوافد الجديد، لقد حقق عكاز جلالته ما عجز مناهضي طقوس تقبيل الأيادي الملكية إنجازه منذ إعتلاء الأمير عرش المغرب، فبمنطق أن الشعوب هي من تصنع طواغيتها، بالذل والمهانة والتملق للحاكم، فقد حال العكاز ظرفيا دون الطرفين أي “الملك ومقبلي يداه (الشريفتان)” وٱنتقم لصورة المغربي الحر العصامي في “أنظار الرأي العام الدولي” الذي قُص عنه القَصص وضُربت فيه الأمثال من خلال الطقوس المخزنية التي جعلت منه صورة لمواطن مذلول متملق لولي أمره، هذا الأخير بُعد المشرقين بينه وبين المواطن المُستوِي الواعي بشروط الوطنية في مملكة عز فيها فهم معنى المواطنة الحقة. ولعل من سخاء فضائل “ملوك” موضة عكاز الملك في جوهره الذي يحمل رسالة واضحة المعالم لعراب صنع القرار المغربي ومسؤولينا ممن أوكلت لهم أمور البلاد، والمتقاعسين عن آداء الواجبهم الوطني وكل حسب المهمة المنوطة به، هو خسوف زمن التحجج بالأعذار الواهية التي أكل الدهر عليها وشرب. ولا يصح في مغرب ما بعد الربيع العربي الإ الصحيح وهذا آخر إجابيات عكاز جلالته كي لا يتخده المغاربة إنجاز وتحدي بطولي في مملكة جلالة الملك .
نأتي على السلبيات، فإخفاء إستفحال المرض في جسد الملك الذي يعاني من مضاعفاته منذ سنين، والذي بدأت أعراضه تبدو على مستوى الجسم الخارجي من خلال إنتفاخ الجسم ونقص النظر إلى تعطيل بعض الأعضاء عن القيام بوظائفها الجسمية، في حد ذاته مقلقا لمتتبعي شؤون الحياة الملكية بما فيها الشعب، ربما كان هذا المرض الذي يعاني منه بعض أفراد العائلة الملكية بالوراثة والذي فتَك بجلهم سببا في تدهور صحة محمد السادس الأخيرة، وكذلك تقاطعا لسابقتها في 26 غشت 2009، كما جاء في بيان القصر الملكي وقتها أصدرته وزارة القصور والتشريفات والأوسمة مفاده: “أن الملك محمد السادس تعرض لإلتهاب من نوع “روتا فيروس” نتجت عنه أعراض في الجهاز الهضمي وحالة جفاف حاد” وقع عليه الطبيب الدكتور الماعوني، هذا الأخير صاحب فتوى خلود الملك لفترة نقاهة مدتها خمسة أيام، لا أريد الدخول في متن الموضوع الذي أُتخِذ قرينة في متابعة بعد الصحفيين قضائيا تناولت أقلامهم موضوع مرض المقدس الأول في المملكة، كم من إعلام تناول مرض قواد البلدان وحكامهم ولم يصل التصعيد إلى حد المتابعات القضائية. بل كان من إجابيات تناول مثل هته المواد إعلاميا كسر حاجز الخوف بين الحاكم والشعب، ويقوي جسر المحبة والتواصل والود..؟ لكن تنعدم هته اللبنة في مغربنا الحبيب حيث يتعمد القصر وكرادلته ركن إعلام الوطن على جنب مجسدين فيه قول القائل “الصحافة المغربية ليس لها من الحقيقة والواقع إلا (التاريخ والثمن)”..؟
أرجع بالقارئ والمتتبع الكريم إلى سنة 2008، حيث خضع الملك لعملية جراحية بأحد مستشفيات العاصمة الفرنسية خلد خلالها لفترة ما بعد العملية إستغرقت شهرا قبل أن يعاود أدراجه إلى مملكته، خبر وثقه الصحافي الإسباني “بيدرو كناليس” في في مقالة على موقع الإمبرسيال”، وتناولته بعض المنابر الصحافية الأجنبية، فيما كان التكذب وغض الطرف من جهات رسمية مغربية عن واقع متجسد في إصابة ملك المغرب بمرض وراثي مزمن تطلب متابعة طبية في مستشفيات فرنسا، الغير العقلاني هو عدم إطلاع المغاربة عن حقيقة مرض الملك في الحالات السالفة، سواء عبر وزارة القصور والتشريفات أو من خلال ناطق القصر الرسمي، لأن البلاط ملزم إلزاما بإشعار الشعب المغربي عن صحة من يحكمهم، كما يُلزم الحاكم على الشعب البيعة وتقبيل الأيادي والركوع..؟ أم هو إجبار بإعتراف بألوهية الملك الذي لا يمرض ولا يَسقَم وله يرُكع ويُسجَد.. فبدورنا كشعب مغربي نقول “لولا الحسنين أي (الأب والإبن) لقلنا لم تلد ولم تولد” عذرا صاحب الجلالة ما هكذا تورد الإبل .
الغريب في الأمر آنيا هو تعاطي الخبر من بعض المنابر إستخفافا بعقول الشعب المغربي كحدث بسيط مقرون بحادث سابق عهد الحسن الثاني، بمنطق لا تقربوا الصلاة فقط بدون إكتمال المعنى؟ فما سكتت عنه المنابر المأجورة التي تناولت نصف الحقيقة في شطرها السابق، أما الثاني فهو حين كان الملك الحالي أميرا يقود سيارته المرسيديس بسرعة جنونية بطريق الصخيرات متملصا من مراقبة حراسه الذين فرضهم إدريس البصري وزير الداخلية السابق، أسفر هذا التملص عن حادثة سير فاجعة راحت ضحيتها عائلة بكاملها كانت على متن السيارة قادمة من الدار البيضاء إتجاه الرباط، أصيب الأمير الطائش بكسور على مستوى الساق الأيسر وليس الأيمن، بينما مات كل من تواجد داخل السيارة العائلية، حقيقة حزن الشعب المغربي عن كسور أصابة ولي عهد مملكتهم، في حين لم يعيروا أي إهتمام لمصاب عائلة زُهقت أرواح أفرادها نتيجة طيش مشروع ملك..؟، من باب التذكير أن لا علاقة بالحادث السالف بمرض الملك وعكازه، بدليل أن الحادثة التي تناولتها بعض المنابر والمواقع الإليكترونية التي تسمح بتمرير حقائق مغلوطة للرأي العام..، فقد أصيب الملك الحالي والأمير وقتها بكسور على مستوى الرجل اليسرى وليس كما بدا في زيارة الناضور فشتانا بين اليسار واليمين..؟ هذا الردا على المنابر المتملقة لسُدته، لأن مثل هته المنابر المأجورة السبب الرئيسي في تزيف الحقائق وعامل من آلاف العوامل في والضع المغربي الآني ، و الدليل على ذلك تسريب لصورة له على أنها جديدة و هو يتجول في حي من أحياء باريس مع خديجة و أخته ، حتى يقولوا للمغاربة بأن الملك لم يعد يتكأ على العكاز … يا لغباوة هذا النظام و مخبارته ! مع العلم أن تواجده في باريس من أجل العناية الصحية المركزة و ليس من أجل الاستجمام .