القضاء المغربي:باسم الملك يكرس الظلم وتهدر الحقوق
فريد بوكاس، ناشط سياسي وصحفي باحث
“إن الجهاز القضائي المغربي آلية لإنتاج الظلم بفعل انغلاقه ومراقبته اللصيقة من طرف أوليغارشيا مدربة جيدا على تمرير التعليمات دون ترك أي أثر لها، والقضاة أنفسهم يكتوون بنار هذا الجهاز، وهناك قلة من المحظوظين وصناع القرار المستفيدين منه”.
يقول أحد القضاة:
“لم يسبق لي أن شعرت منذ تخرجي من المعهد العالي للقضاء باستقلالية، عند قيامي بمهامي، لأنني أنتظر في غالب الأحيان أن يرن جرس الهاتف بخصوص هذا الملف أو هذه القضية أو هذا الشخص أو ذاك. وأغلب التدخلات والتوصيات لا يمكن ردها إلا تحت طائلة أداء ضريبة على ذلك إن آجلا أم عاجلا”. ويضيف القاضي “على امتداد مشواري في سلك القضاء، (وهو ليس بالقصير)، بقيت أشعر أنني موظف تابع لوزارة العدل وليس قاضيا مستقلا في اتخاذ قراراته حسب قناعاته المهنية وحسب ما يمليه عليه الضمير المهني؛ وهذه حقيقة مُرة، فرضت على نفسي التعايش معها تلافيا للإصابة بالإحباط وبالصدمة النفسية. ورغم ذلك أشعر بالتقزز أحيانا كثيرة عند مراجعتي للأحكام والقرارات الصادرة عن القضاء المغربي والمجانبة للصواب، والتي لو عرضت على لجنة مختصة محايدة ونزيهة ومستقلة لأعيد النظر في غالبيتها الساحقة، ولتبينت الصورة بوضوح من جراء العدد المهول لضحايا القضاء المغربي الذين أهدرت حقوقهم وهضمت ظلما وعدوانا”.
وصرح أحد المحامين:
“إن المحامين المغاربة يعانون في عملهم من قضاة تنقصهم الجرأة والشجاعة، لرفض التدخلات والتوصيات والتعليمات بالرغم من أنهم يعتبرون من القضاة النزيهين. وبذلك يشعر الدفاع أنه واقف أمام موظف عادي تابع لوزارة العدل لا أمام قاضي مستقل، وهذا ما يتسبب غالبا في هضم الحقوق وهدرها وإصدار الأحكام الجائرة أو المجانبة للصواب، وأمام هذا الوضع يظل المحامون في انتظار غد أفضل، علما أنه يوجد من بينهم كذلك أفراد يساهمون في تعميم واستشراء الفساد بالجهاز القضائي”.
ويختم المحامي تصريحه قائلا:” مرات عديدة سمعت من أفواه كثير من القضاة هذه العبارة التي تختزل الوضع الحقيق للقضاء المغربي :”التعليمات يا أستاذ”.
و ما دامت الجلسات تفتح وترفع باسم الملك ، وما دامت الأحكام تصدر باسم الملك، فكيف لنا أن ننتظر من القضاء المغربي إصدار أحكاما مستلقة؟
وعلينا أن نعلم أن كل المعتقلين السياسيين المختطفين، تم اعتقالهم بطلب من وكلاء الملك، يعني الملك حاضر من لحظة الاعتقال إلى أن يتم إصدار الحكم باسمه.
لذا على الأحرار أن يتجندوا لمواجهة هذه الديكتاتورية المتحكمة في السلطة القضائية.
فلو كان النوم هدنة ، استراحة بسيطة ، بماذا تشعر حين تستيقظ فجأة و تجد بأنه سرقت منك الثروة ؟ إذن لماذا نكره النهوض عند الصباح ؟ لأننا بكل بساطة نخسر سحرا خارقا ، حميما لا يمكن تلقي فيه إلا مستتر تحت ذهب الأحلام المحير ، هبة الليالي وربما البرهان الغامض لفلك غير زمني ، وليس له ما يسمى سحره بفضيلة قصوى . الصحو يشوههنا في مراياه حين يفتح النوم لنا جدرانه السوداء . ماذا يا ترى ؟ من سنكون هذا المساء ؟ و لماذا لا نستيقض مرة واحدة أو ننام إلى الأبد ؟