في سوتشي، أصبح وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، الذي كلفه الرئيس تبون بالمشاركة في أعمال المؤتمر الوزاري لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية، مدافعا متحمسا عن مصالح القارة الإفريقية.
لكن النداء الذي أطلقه رئيس الدبلوماسية الجزائرية ليس مفاجئا، فالجزائر وللتذكير أبدت أكثر من مرة هذه الرغبة في وضع مصالح القارة بأكملها على رأس أولوياتها خلال المنتديات.
تصحيح الظلم الواقع على القارة الأفريقية
كما أنه مع انتخاب الجزائر عضوا غير دائم في مجلس الأمن، لم يفوت رئيس الجمهورية أي فرصة للتأكيد مجددا على تصميم الدبلوماسية الجزائرية على إسماع صوت أفريقيا وحشد الدعم للجهود المشتركة للدول الأعضاء. بهدف تمكين القارة من القيام بدورها الكامل في الحفاظ على السلام والأمن في أفريقيا وفقا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
كما تعمل الجزائر على تصحيح الظلم الذي لحق بالقارة الإفريقية فيما يتعلق بتمثيلها على مستوى مجلس الأمن. وعلى الصعيد الاقتصادي، لم تُستبعد الجزائر منذ ذلك الحين، وهو ما أكد عليه أيضا رئيس الدولة في فبراير الماضي بمناسبة الاجتماع الحادي والأربعين للجنة التوجيه لرؤساء الدول والحكومات التابعة لوكالة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا. (نيباد).
التنمية الاقتصادية والتكامل القاري
إن التزام الجزائر وحرصها على تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والتكامل القاري، وتحسين كفاءة عمليات التكامل الاقتصادي في أفريقيا لا يخضع لأي حساب إلا المساهمة في ضمان خروج القارة من المأزق الوصول إلى مستوى من التنمية يتماشى مع إمكاناتها الهائلة وثرواتها الطبيعية ويستجيب لتطلعات السكان.
وأشار الرئيس تبون إلى أن الجزائر تولي “أهمية كبيرة للاستثمار في قطاعات البنية التحتية والمنشآت الأساسية، لا سيما في المجالات الحيوية، مثل الطاقة والنقل والاتصالات”، مستشهدا في أعقاب ذلك بالأساس بالمشاريع الهيكلية الكبرى ذات البعد القاري، بما في ذلك مشاريع الطريق عبر الصحراء التي تربط ستة بلدان أفريقية وتهدف إلى فتح دول الساحل الشقيقة، العمود الفقري للألياف عبر الصحراء تهدف شركة البصريات إلى تطوير الاقتصاد الرقمي الإقليمي في منطقة الساحل، دون أن ننسى خط أنابيب الغاز عبر الصحراء الذي يربط نيجيريا والنيجر والجزائر بأوروبا.
إثراء وتعزيز الإطار المؤسسي للشراكة
وفي سوتشي أيضا، إذا أعلن أحمد عطاف أن “الجزائر ترحب ترحيبا حارا بانعقاد النسخة الأولى من هذا المؤتمر الوزاري”، فإنه لم يفشل في التأكيد على أنها “تدعم أيضا إنشاء هذه الآلية المهمة لإثراء وتعزيز الإطار المؤسسي”. للشراكة الروسية الإفريقية. وأشار وزير الخارجية في كلمته إلى أن أفريقيا اعتمدت في تنميتها على المساهمات الكبيرة لروسيا التي دعمت قدرات الدول الأفريقية المستقلة وساعدتها على إرساء أسس اقتصاداتها الوطنية.
ومع ذلك، من المتوقع أن تصل الشراكة الثنائية بين أفريقيا وروسيا إلى مستويات جديدة. وأضاف: “اليوم، نأمل في الارتقاء بهذه الشراكة إلى أعلى المستويات الممكنة، بناء على الالتزام المتبادل والرغبة المشتركة في المساهمة في بناء نظام للعلاقات الدولية حيث تحظى كل دولة بنصيبها المشروع من الأمن والاستقرار والازدهار”. وشدد.
إن أفريقيا وروسيا ليستا مجرد شريكتين
وللقيام بذلك، سيقول السيد عطاف: “لدينا أسس متينة، راسخة في تاريخنا البعيد والمعاصر”. وأشار إلى أن أفريقيا وروسيا “ليستا شريكين بسيطين”، وأكد رئيس الدبلوماسية أنهما “صديقتان تربطهما الثقة الدائمة والاحترام المتبادل ورؤية مشتركة لنظام عالمي جديد أكثر استقرارا وتوازنا وأكثر انفتاحا”. احترام حقوق كل شعب، وتشجيع المزيد من التعاون والتكامل بدلا من الصراع والمواجهة.
ويضيف في هذا السياق: “نطمح اليوم إلى إضافة حجر جديد إلى بناء هذه الشراكة المميزة والواعدة، من خلال توحيد وتكثيف جهودنا لتنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن قمتي سوتشي وسانت بطرسبرغ.
تحديد الأولويات
تعاون وشراكة تستجيب، سيتم تحديدها، في هذه المرحلة لتطلعات القارة الأفريقية وتتحدد أولوياتها بالاتفاق المتبادل. وفي هذا السياق، رحب الوزير بالمشاريع المطروحة للتقييم والموافقة خلال هذا الاجتماع، “نظرا لطابعها العالمي ودقتها، خاصة من حيث الأهداف المراد تحقيقها، بالإضافة إلى مواءمتها مع تطلعات القارة الإفريقية على مستوى العالم“. المرحلة الحالية “.
ويتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب والجرائم العابرة للحدود، التي تشكل تهديدا خطيرا للقارة، وتعرض الاستقرار وتعرقل التنمية، والتي يمثل القضاء عليها اليوم التحدي الأمني الرئيسي، ومكان تنفيذ الحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، لأن الحلول المفروضة ولم تتمكن أفريقيا حتى الآن من وضع حد للصراعات والأزمات التي تقوض أفريقيا.
إنهاء تهميش القارة داخل مجلس الأمن الدولي
إنهاء تهميش القارة داخل مجلس الأمن الدولي ومختلف المنظمات الدولية الاقتصادية والمالية والنقدية، لأن هذا التهميش هو السبب الرئيسي لغياب أفريقيا عن صنع القرار الدولي، حتى تلك التي تعنيها بشكل مباشر، وأخيرا تعزيز الاقتصاد. وقدرات التنمية في أفريقيا واتجاه جهودنا لتسريع تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 وأجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، لأن تأخر أفريقيا في التنمية المستدامة سيؤدي إلى إطالة أمد التحديات التي تواجهها دول القارة وشعوبها بشكل كبير.
ولا يفوّت السيد عطاف الإشارة إلى أن من بين الأولويات التي صيغت وأدرجت في مخرجات الاجتماع، يظهر أولا “الانتهاء من إنهاء الاستعمار في أفريقيا والقضاء عليه نهائيا، لأنه لا مجال للاستعمار، قديما كان أو جديدا، في أفريقيا”. عالم اليوم أو في أفريقيا اليوم.
Leave a Reply