زيارة إيمانويل ماكرون إلى المغرب: الصحافة الجزائرية تندد بـ”الدعم الفرنسي للاستعمار”
وكالة المغرب الكبير للأنباء
وفي خطاب ألقاه يوم الاثنين بالرباط، أكد إيمانويل ماكرون مجددًا دعمه للحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيطرة المغربية، واصفًا هذا الخيار بأنه “الأساس الوحيد لحل سياسي عادل ودائم وتفاوضي” – وهو الموقف الذي أثار الغضب على الفور من الصحافة الجزائرية.
الجزائر ليست غاضبة من مواقف فرنسا الأخيرة. وقد تابعت الصحافة الجزائرية عن كثب زيارة الدولة التي قام بها إيمانويل ماكرون على مدى ثلاثة أيام. وإذا وضعت حدا لثلاث سنوات من الخلاف الدبلوماسي بين باريس والرباط، فإن ذلك يأتي على حساب أزمة دبلوماسية جديدة مع الجزائر.
احتجاجات الصحافة الجزائرية
على سبيل المثال، في يوم الأربعاء 30 أكتوبر/تشرين الأول، نشرت صحيفة الوطن الجزائرية عنوانا رئيسيا: “الصحراء الغربية: ماكرون ينتهك القانون الدولي“ . وتحتج الصحيفة على دعم فرنسا للحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيطرة المغربية. بالنسبة للجزائر، يشكل هذا الموقف إهانة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، على الرغم من ضمانه من قبل الأمم المتحدة. وترى السلطات الجزائرية أن الموقف الفرنسي “ لا يخدم على الإطلاق هدف السلام في الصحراء الغربية ” ويساهم في “ ترسيخ الأمر الواقع الاستعماري ” في هذه المنطقة.
وبالفعل، أكد ممثل جبهة البوليساريو (حركة تحرير الشعب الصحراوي) لدى الأمم المتحدة، سيدي محمد عمر، أن الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ورفضه تقديم أي تنازلات يظلان ” العائقين الرئيسيين أمام السلام الدائم، رغم الموافقة على الحل”. منذ تسعينيات القرن العشرين، نصت على إجراء استفتاء حول تقرير المصير للشعب الصحراوي .
“فرنسا هي الداعم الرئيسي للاحتلال المغربي“
وأضاف أنه نتيجة لذلك فإن “ فرنسا هي الداعم الرئيسي للاحتلال المغربي ”. واعتبر أن هذا التحالف بين باريس والرباط يعيق أي تقدم نحو الحل وفق قرارات الأمم المتحدة. إن خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، ودعمتها فرنسا، تعتبرها الجزائر وجبهة البوليساريو بمثابة محاولة لخنق تطلعات الصحراويين من أجل الاستقلال.
وفي الصيف الماضي، استدعت الجزائر سفيرها لدى فرنسا ردا على موقف باريس بشأن الصحراء الغربية، الذي اعتبر ” خيانة ” حقيقية من جانب جارتها الأوروبية. وكشف هذا الاستدعاء ” بأثر فوري ” عن سخط عميق في أعلى مستويات الدولة الجزائرية. ويرى العديد من المراقبين عبر البحر الأبيض المتوسط أن موقف فرنسا بشأن هذه القضية ينتهك مبادئ الحياد الدبلوماسي والعدالة بين الأطراف، مما لا يترك مجالا للشك في ” انحيازها لصالح المغرب “.