الصحراء الغربية:ماكرون يذهب إلى الرباط ويجدد اعترافه بالسيادة المغربية
وكالة المغرب الكبير للأنباء
أدت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، التي استغرقت ثلاثة أيام، إلى الرباط إلى الاعتراف العلني بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وهي منطقة تقع جنوب المغرب. وقال ماكرون، في كلمة أمام البرلمان المغربي، إن حاضر الصحراء الغربية ومستقبلها “جزء من إطار السيادة المغربية”. وأعلن ماكرون أن “هذا الموقف ليس معاديا لأحد”، مؤكدا “بقوة” أن المشغلين والشركات الفرنسية “سيدعمون تطوير هذه المناطق من خلال الاستثمارات والمبادرات المستدامة والموحدة لصالح السكان المحليين”. وفي اليوم التالي لخطاب ماكرون، أعلن رئيس الدبلوماسية الفرنسية، جان نويل بارو ، أن Quai d’Orsay قام بتحديث خريطة المغرب والصحراء الغربية المنشورة على موقعه على الإنترنت في 28 أكتوبر لتأخذ في الاعتبار الوضع الجديد. وأعلن بارو، تأكيدا لما قاله ماكرون، أن السفير الفرنسي بالرباط، كريستوف لوكورتييه ، سيزور الصحراء الغربية الأسبوع المقبل. وأضاف بارو “سنعزز عملنا القنصلي والثقافي بهدف خلق تحالف فرنسي”، فيما تحدثت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي عن التدشين المرتقب لمعهد عالي للتكوين المهني ذو بعد إفريقي بالداخلة. مدينة كبيرة في الصحراء الغربية، على حافة المحيط الأطلسي.
ويمثل تحديث فرنسا لخريطة المغرب لتشمل كامل أراضي الصحراء الغربية تتويجا لموقف باريس الجديد بشأن نزاع الصحراء الغربية ويمثل تطورا مهما في العلاقات الفرنسية المغربية. ويأتي اختيار Quai d’Orsay لنشر الخريطة المحدثة بعد الرسالة التي بعث بها ماكرون إلى ملك المغرب محمد السادس ، والتي تؤكد بوضوح الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. منطقة الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة، تعتبرها الأمم المتحدة “منطقة غير مستقلة“، وضعت المغرب في مواجهة الانفصاليين الصحراويين التابعين لجبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، منذ نصف قرن. ومن المتوقع اليوم أن يصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا جديدا حول هذا الموضوع، استنادا إلى أحكام المادة 6 من الميثاق التي تنص على الحل السياسي للنزاعات بالوسائل السلمية.
ومن ثم، فإن فرنسا تتبع المسار الذي اتبعته الولايات المتحدة بالفعل في عام 2020، عندما أضفت الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت اعترافًا رسميًا بسيادة المغرب على منطقة الصحراء الغربية. قرار تم اتخاذه في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب ، الذي أطلق سلسلة من المبادرات الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الحل السلمي والمستقر للنزاع. كما حافظت الإدارة الأمريكية الحالية على هذا الاعتراف، وعززت الموقف الأمريكي بما يتماشى مع تطلعات المغرب للاستقرار الإقليمي. وحتى الآن، يدعم المغرب أكثر من 112 دولة عضو في الأمم المتحدة. اعترفت أكثر من 20 دولة أوروبية بالخطة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء الغربية ووصفتها بأنها “جدية وذات مصداقية”. ومن بين هذه القرارات، قرار إسبانيا في عام 2022، حيث وصف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز خطة الرباط بأنها الاقتراح الأكثر واقعية لحل المشكلة. وانضمت إلى هذا الاعتراف دول أوروبية أخرى، من بينها هولندا وبلجيكا وألمانيا، التي دعمت الخطة المغربية الرامية إلى إيجاد حل سلمي ودائم للنزاع.
كما مكنت زيارة ماكرون للرباط من تعزيز التعاون الاقتصادي ومكافحة الهجرة. وقال ماكرون، في كلمة أمام البرلمان المغربي، إن فرنسا والمغرب “يجب أن يكون بينهما تعاون طبيعي ومتناغم” على المستوى القنصلي “للحصول على المزيد من النتائج” في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، في إشارة إلى إجراءات إعادة المواطنين المغاربة المطرودين إلى وطنهم. من فرنسا. التقى وزير الداخلية الفرنسي الجديد، برونو ريتيللو ، بنظيره عبد الوافي لفتيت ، حيث ناقش معه “إعادة قبول المواطنين المغاربة الذين هم في وضع غير نظامي”، والذين ترغب فرنسا في طردهم. وأدى قرار فرنسا بخفض عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة إلى النصف في الفترة 2021-2022 لدفع الرباط لاستعادة المزيد من المواطنين إلى توترات قوية بين البلدين. ووعدت الحكومة اليمينية الجديدة بقيادة ميشيل بارنييه ببدء المناقشات “بروح الحوار”.