الصحراء الغربية: قرار مرتقب لتعزيز إطار 2007 ويستثني القرارات السابقة
الصحراء الغربية: قرار مرتقب لتعزيز إطار 2007 ويستثني القرارات السابقة
وكالة المغرب الكبير للأنباء
من غير المرجح أن يوفر القرار المقبل بشأن الصحراء الغربية حلاً نهائياً للنزاع الإقليمي ، لكنه من المقرر أن يعزز الإطار الذي تم التوصل إليه في عام 2007 كجزء من العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة.
وفي نهاية الشهر، سيجري مجلس الأمن تصويته التقليدي على تجديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام آخر بموجب القرار الجديد.
ومن المقرر أن يدعو القرار المرتقب، الذي تتولى الولايات المتحدة صياغة صياغته، إلى تنفيذ كل القرارات ذات الصلة الصادرة خلال الفترة من عام 2007 إلى عام 2003، متجاهلاً القرارات التي سبقتها.
وبحسب مصادر ، فإن مشروع القرار سيشدد كذلك على ضرورة انخراط جميع الأطراف، بما في ذلك الجزائر، في حوار واقعي وتسوية من أجل التوصل إلى حل دائم.
ضرورة انخراط الجزائر في عملية الأمم المتحدة
ويشار إلى أن القرار سيدعو إلى استئناف المناقشات المستديرة بين الأطراف الرئيسية، حيث تم ذكر الجزائر عدة مرات لحثها على العودة إلى المناقشات المستديرة التي ترعاها الأمم المتحدة، ويأتي هذا الوضع في وقت تواصل فيه الجزائر إظهار عدم رغبتها في تحمل المسؤولية في هذا النزاع.
وقد وثقت العديد من تقارير الأمم المتحدة واعترافات النظام الجزائري هذا التردد، حيث صرح المسؤولون أنهم لا يرغبون في المشاركة في أي مناقشات مستديرة، وأصروا على أن الحل ينبغي أن يتم فقط بين المغرب وجبهة البوليساريو.
كما سلط تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي صدر في وقت سابق من هذا الشهر، الضوء على رفض الجزائر الانخراط في العملية الأممية، وهو ما يقوض الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي عملي ومتفق عليه بين الأطراف.
“في 27 فبراير 2024، التقى مبعوثي الشخصي بوزير خارجية الجزائر، أحمد عطاف، في الجزائر العاصمة. وفي 16 أبريل، التقى مرة أخرى بالسيد عطاف على هامش زيارة العمل التي قام بها الوزير إلى نيويورك بشأن مسائل مجلس الأمن”، حسبما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الجديد.
وأشار غوتيريش إلى أن عطاف أكد بشكل خاص على استمرار تركيز الجزائر على مطالبها، التي تركز على دعمها “لحق تقرير المصير” للشعب الصحراوي. وأصر الدبلوماسي الجزائري الكبير على أن بلاده ليست طرفا في الصراع.
ورغم القرار 2703 لسنة 2023، من بين قرارات أخرى، التي دعت الجزائر إلى المشاركة في العملية، فإن البلاد تستمر في تجاهل هذه الطلبات.
ويأتي هذا في الوقت الذي يواصل فيه النظام الجزائري تصعيد جهود الضغط لتحدي الوحدة الترابية للمغرب وسيادته على أقاليمه الجنوبية.
مخطط الحكم الذاتي المغربي في الواجهة
وعلى غرار القرارات السابقة التي اعتمدت منذ عام 2007، يسلط هذا القرار الجديد الضوء على خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، ويعترف بالجهود الجادة التي تبذلها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا لتعزيز هذه المبادرة.
وأكد المغرب، بدعم كبير من المجتمع الدولي، أن خطته هي الحل الوحيد القابل للتطبيق للنزاع حول الصحراء الغربية.
قال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول إن “مقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية هو نتيجة وليس نقطة انطلاق لأي تفاوض”.
واستذكر الوزير موقف البلاد في وقت سابق من هذا الأسبوع ردا على خطة التقسيم المثيرة للجدل التي اقترحها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا.
لا يوجد خطة تقسيم
وفي اجتماع مغلق عقد مؤخرا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، زعم دي ميستورا أن خطة تقسيم الصحراء الغربية يمكن أن “تسمح بإنشاء دولة مستقلة في الأجزاء الجنوبية من ناحية، ودمج بقية الأراضي كجزء من المغرب مع سيادته على أراضيه المعترف بها دوليا من ناحية أخرى”.
ورد المغرب بقوة على المقترح الذي وصفه بوريطة بـ”المقترح الميت أصلا”.
وقال بوريطة إن “الفكرة عرضت علينا في أبريل/نيسان الماضي، ورفضناها مجددا”، مشيرا إلى أن أصل المقترح المثير للجدل يعود إلى عام 2002 في عهد المبعوث السابق جيمس بيكر بناء على اقتراح من الجزائر.
وقال بوريطة “كما رفضنا الاقتراح الأولي من جيمس بيكر في عام 2002، فإننا لم نهتم بما يبدو لنا أنها أفكار أعيد تسخينها”. وتماشيا مع رفض المغرب، يشير نص المشروع إلى أن القرار الجديد لن يتضمن أي ذكر لمقترح دي ميستورا.
ومن المتوقع أن يواصل مشروع القرار التأكيد على أهمية الحل السياسي المبني على التسوية والواقعية والبراغماتية، بهدف التوصل إلى حل من شأنه أن يساهم في الاستقرار في منطقتي المغرب العربي والساحل.
مخاوف بشأن الوضع في تندوف
وسيشير النص أيضا إلى مخاوف المجتمع الدولي بشأن الوضع الإنساني في تندوف، حيث يواجه الصحراويون ظروفا معيشية مزرية.
وسلط الأمين العام للأمم المتحدة الضوء على هذه المخاوف في تقريره السنوي حول الوضع في الصحراء الغربية.
وقال غوتيريش إنه لا يزال يشعر بالقلق إزاء “آثار ارتفاع أسعار المواد الغذائية”، والتي لا تزال “شديدة”.
ولكن هذه المخاوف ليست جديدة، ومع ذلك فإن المجتمع الدولي لا يزال يفشل في حث الجزائر ــ التي تستضيف قيادة جبهة البوليساريو المتورطة في العديد من فضائح الاختلاس المرتبطة بالنظام الجزائري ــ على معالجة هذه القضايا بشكل مناسب.
وبالإضافة إلى القيود المفروضة على حرية تنقل الصحراويين، لم تتمكن هيئات الأمم المتحدة أيضاً من إجراء إحصاء مبدئي للصحراويين في تندوف، حيث تقدر فقط أعدادهم بنحو 90 ألف نسمة.
ويعتقد أن هذا التردد نابع من مخاوف الجزائر وقيادة البوليساريو من أن 20% فقط من سكان تندوف هم صحراويون حقيقيون، والبقية هم أفراد من الجزائر وقبائل أخرى.