عصابة ملك: الهمة، الماجيدي و أحمد التوفيق …
بقلم : فريد بوكاس ، صحفي باحث و ناشط سياسي
بالطبع في كل بلدان العالم ، حتى تلك الديموقراطية ، نعرف أن لملكها أو رئيسها ، أعوانا على الحكم و تسيير شؤون البلاد . فمن هي العصابة التي تساعد الملك محمد السادس ؟ . سنقوم بإدراج لائحة أسماء من هم أكثر أهمية ، و خصوصا أن البلاد عرفت اضطرابات سياسية و حقوقية ولازالت مستمرة إلى يومنا هذا ، و يكفي ما نراه من اعتداءات القياد بل أعوان السلطلة ( المقدمين ) على الموطنين بشكل خطير و يتنافى مع كل القوانين .
وحيث أن جائحة كورونا ” كوفيد 19 ” ، وصلت حتى القصر ، لتصيب أزيد من 600 شخص من الحرس الملكي ، الشيء الذي أغضب الملك خوفا على صحته طبعا ، فقام بإعفاء المدير العام للحرس الملكي و تجريده من كل الامتيازات عقابا له رغم أن هذه القصاصة تم الترويج لها للتستر عن محاولة انقلاب خطط له من طرف دولة الخمارات عفوا الإمارات ، و تم ذلك في صمت و كأن المغاربة ليس من حقهم معرفة ما يدور في بلدهم . و نظرا للاعتقالات السياسية التي طالت خيرة شباب وطننا في الريف و جرادة و زاكورة ، و كذا الصحفيين و المدوننين ، و استغلال فيروس كورونا لقمع الحريات العاملة و ذلك بعدم السماح للمواقع الإلكترونية بالتصوير و إنجاز تقارير و …. ، سنلقي الضوء بكل بساطة عن أسماء عصابة الملك :
فؤاد عالي الهمة: مهندس الاغتيالات و الاعتقالات
يوصف بأنه “صديق الملك”، وهو في الحقيقة أكثر من ذلك فهو “كاتم أسرار الملك”، لذلك فكل الذين يراهنون على ذهابه إنما يغذون حلما لن يتحقق أبدا. يعتبر الهمة اليوم الرجل الثاني في المغرب بعد محمد السادس. وحتى في مرحلة اختفائه ظل يحرك الخيوط من خلف الستار. وتقول مصادر ، إنه كان حلقة الوصل بين الملك ورئيس آلية متابعة أشغال لجنة إعداد الدستور المستشار محمد المعتصم . ونقل عن نفس المصادر أنه أقل المحافظين داخل المحيط الملكي تحمسا للإصلاحات الشكلية التي جاء بها الدستور الجديد – الممنوح . فهو يعتقد أنه يعرف المجتمع والفضاء السياسي أكثر من غيره داخل المحيط الملكي ، ويرى أن شبه التنازلات الأخيرة التي أقدم عليها القصر لم يكن ما يوجبها ، لأنه هو وراء النظرية التي تقول أن من يحرك الشارع ويخرج المظاهرات ويرفع اللافتات التي تطالب برحيل رموز النظام ، هم مجرد أقلية داخل المجتمع من يسار متطرف وإسلاميي “العدل والإحسان”.
تعلم الهمة داخل مدرسة إدريس البصري ، وفيها تلقى فنون المناورة والمراوغة التي ساعدته في الكثير من الأحيان على إعادة ضبط المشهد السياسي والإعلامي بما يسمح للقصر بأن يبسط يده على الدولة والمجتمع . لكن ما لم يحتسبه الهمة هو الثورات العربية التي اندلعت في تونس ، أحد النماذج التي كان الهمة يحاول نسخها على الواقع المغربي. ورغم أن الهمة اختفى في تلك الفترة عن الأنظار، أو بالأحرى طلب منه ذلك ، لأنه لا يمكنه أن يقرر بنفسه بدون تعليمات تصدر دائما من فوق ، إلا أنه كان وما زال نافذا يتدخل ويحسم في أدق التفاصيل ، ولعل آخرها وليس أخيرها تعيين خليل الهاشمي الإدريسي على رأس وكالة الأنباء الرسمية لاماب ، الذراع الدعائية لبروباغوندا المخزن .
محمد منير الماجدي: مهندس تزوير الفاتورات و تهريب الأموال
هو حارس الثروة الملكية التي نهبت من جيوب الشعب ، والوجه الآخر لما يمسى بـ”المخزن الاقتصادي”. استطاع عندما كان شابا يافعا أن ينسج علاقات صداقة مع نوفل عصمان ، الإبن أحمد عصمان صديق وصهر الأسرة الملكية ، ومن خلال علاقته مع نوفل ربط منير علاقات أكثر صلابة مع من سيصبح ملك المغرب في الوقت الحالي ، الملك محمد السادس.
يصفه رجال الاقتصاد والمال والأعمال، بـ”M 3″ على غرار “M6”. وهو بالفعل من خلال سلطاته الاقتصادية النافذة يكاد يكون “نصف ملك”. وصفته قصاصات “ويكيليكس”، إلى جانب الهمة ، والملك نفسه بكونهم المفاتيح الثلاثة التي لا يمكن بدونها العبور إلى عالم المال والأعمال.
وحتى عندما خرجت المظاهرات ترفع صوره وتطالبه بالرحيل ، وبإلغاء مهرجانه “موازين”، تحدى الجميع وسافر إلى أمريكا إلى أن هدأت العاصفة وعاد ليرقص منتشيا بكسبه رهان فرض مهرجانه الذي لا يريد أن يكشف عن موارد تمويله ولا قيمة هذه الموارد ولا كيفية صرفها .
أحمد التوفيق: وزير القبور و الأضرحة
كان الرجل ينمل رأسه بقراءة الكتب الثراتية في مكتبه بالمكتبة الوطنية في بنايتها القديمة حيث كانت الكتب تتآكل تحت طائلة الإهمال والرطوبةة. خرج لأول مرة إلى العلن عندما أعلن رسميا عن زفاف الملك الحالي ، ويعود الفضل بدفعه إلى دائرة الضوء إلى حسن أوريد ، الناطق الرسمي بإسم القصر الملكي آنذاك ، وأحد المولعين بالقراءة والتاريخ المغربي مثله.
قام التوفيق بالحفر في الكتب التراثية وتحول مكتبه إلى مصدر لتغذية الصحف بأدبيات الزواج في الثقافة المخزنية القديمة. وبدهاء الفقهاء وفطنة العلماء عرف “….” كيف ومتى يمد رجله ، وخطوة بعد أخرى حتى وجد نسفه ذات يوم على رأس وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عقب تفجيرات 16 ماي بالدارالبيضاء. وعهد إليه بإعادة هيكلة الحقل الديني، فقام بخلق دين جديد رسمي للدولة هو “دين البوتشيشية” الذي صار له أتباع ومريدون من كبار المسؤولين داخل أجهزة الدولة وإداراتها. وقد تابع الجميع كيف قام هذا “الفقيه” بتسخير زاويته لتجييش الناس من أجل التصويت لصالح الدستور، مستغلا المساجد وحاجة الأئمة وفقرهم لإجبارهم على قراءات بيانات سياسية في خطب الجمعة تلزم الناس بالتصويت بـ”نعم” كواجب ديني قبل أن يكون وطنيا ! ورغم أن وزارته تعد من أغنى الوزارات التي لا تخضع موارد وقفها لمحاسبة أو ضريبة ، فإن موظفيها هم أفقر موظفي الدولة. دفعهم “بخل” التوفيق للخروج إلى التظاهر في الشارع بقلب العاصمة الرباط في أو سابقة من نوعها في تاريخ “ثورات الفقهاء” في التاريخ المخزني الذي يعرف التوفيق دقائقه وخباياه.
كل واحد من هؤلاء ، يلعب دوره الخبيث ضد الشعب المغربي الأبي ، لأنهم أخبث ما أنجب المغرب و تم تقليدهم هذه المناصب العليا ، لإعانة الملك على شعبه العزيز ….