خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، اقترح مبعوث الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا تقسيم الإقليم بين المغرب وجبهة البوليساريو المؤيدة للاستقلال في محاولة لحل الصراع المستمر منذ عقود.
وفي يوم الاثنين 21 أكتوبر/تشرين الأول، وصف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الاقتراح بأنه “غير مقبول”، في إشارة إلى رفضات سابقة لخطط مماثلة.
وقال بوريطة، خلال مؤتمر صحفي بالرباط، إن “المغرب لم ولن يقبل حتى بهذا الاقتراح لأنه يتناقض مع الموقف المبدئي للمملكة والمغاربة بأن الصحراء مغربية”.
الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، تصنفها الأمم المتحدة على أنها “إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي” في غياب تسوية نهائية.
منذ أكثر من نصف قرن، يخوض المغرب، الذي يعتبر المنطقة جزءا من أراضيه الوطنية، مواجهات مع جبهة البوليساريو، وهي حركة استقلال تدعمها الجزائر.
وتصر الرباط على خطة الحكم الذاتي تحت سيادتها، في حين يدعو جبهة البوليساريو إلى إجراء استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة لتقرير المصير، وهو ما تم الاتفاق عليه في وقف إطلاق النار عام 1991 ولكن لم يتم تنفيذه قط.
ويسعى دي ميستورا، الذي أمضى ثلاث سنوات في منصب المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة، جاهدا لجلب الأطراف المتصارعة إلى طاولة المفاوضات.
وأشار الدبلوماسي الإيطالي السويسري المخضرم إلى أن التقسيم يمكن أن يؤدي إلى إنشاء دولة مستقلة في الجزء الجنوبي، في حين يتم دمج بقية الأراضي في المغرب، مع الاعتراف الدولي بسيادتها.
لكن حتى جبهة البوليساريو رفضت الفكرة.
وعلق الخبير المغربي في الشؤون الدولية عبد الفتاح الفاتحي قائلا إن “اقتراح دي ميستورا هو بمثابة إشعار بالتقاعد بعد فشله في إيجاد حل للقضية”.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم الاثنين، كشف بوريطة أيضًا أن الرباط رفضت زيارة مستقبلية لدي ميستورا، ملمحًا إلى احتمال الدفع نحو استبداله.
منذ تدخل الأمم المتحدة في صراع الصحراء الغربية، تم تعيين سبعة مبعوثين شخصيين من قبل الأمين العام، استقال معظمهم بعد تحقيق تقدم ضئيل في المفاوضات.
وأوضح فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن مقترح التقسيم الذي تقدم به دي ميستورا لم يكن ضمن تقريره الرسمي، وتم طرحه فقط خلال المناقشات مع أعضاء مجلس الأمن، بحسب ما نقلته وكالة هسبريس الإعلامية المحلية .
وهذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها تقسيم الصحراء الغربية كحل محتمل. فقد اقترح جيمس بيكر الثالث، الذي شغل منصب مبعوث الأمم المتحدة من عام 1997 إلى عام 2004، خطة تقسيم، رفضتها الرباط وجبهة البوليساريو.
وفي تقريره الأخير الصادر في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “الأعمال العدائية منخفضة الشدة بين المغرب وجبهة البوليساريو”، مشيرا إلى عدم إحراز تقدم على الرغم من جهود دي ميستورا.
في هذه الأثناء، مددت الأمم المتحدة ولاية بعثة حفظ السلام التابعة لها، المينورسو، لمدة عام آخر. تم نشر البعثة لأول مرة في عام 1991 بعد وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو.
ومن المقرر عقد الجولة المقبلة من المناقشات حول الصحراء الغربية في أبريل/نيسان 2025، لمواصلة الحوار واستكشاف الحلول المحتملة التي تحظى بموافقة الطرفين.