اختفاء الصحافي الجزائري هشام عبود يثير مخاوف من احتمال اختطافه
اختفاء الصحافي الجزائري هشام عبود يثير مخاوف من احتمال اختطافه
لا يزال هناك غموض حول ما إذا كان عبود قد اختطف أثناء مغادرته مطار باريس أم أنه غادر فرنسا طوعا ليختفي عند وصوله إلى إسبانيا.
مدريد : وكالة المغرب الكبير للأنباء
اختفى المعارض السياسي والصحفي الجزائري هشام عبود منذ ثلاثة أيام على الأقل بعد وصوله إلى إسبانيا الخميس.
ويعد عبود، وهو شخصية إعلامية بارزة يعيش في المنفى في فرنسا منذ عام 1997، من بين المستهدفين باستمرار من قبل السلطات الجزائرية حسب وسائل إعلام معارضة . وفي يوم اختفائه، نشر مقطع فيديو يكشف فيه أنه يواجه محاولات اغتيال جديدة من قبل أجهزة المخابرات الجزائرية.
وأعرب محاميه السيد الصقلي عن مخاوفه الجدية، قائلاً إن “حالة عبود تشير إلى عملية اختطاف وليس مجرد اختفاء”. ونسب هذه الحادثة إلى نفس الأفراد المسؤولين عن محاولات سابقة لاغتيال عبود، مؤكداً أنه “هدف للمجلس العسكري الجزائري”.
ويبقى الغموض يحيط بما إذا كان عبود قد اختطف أثناء مغادرته مطار باريس أم أنه غادر فرنسا طوعا ليختفي عند وصوله إلى إسبانيا، حيث وردت تقارير عن أنه لم يتصل بأحد لتأكيد وصوله.
تشير كل النظريات المحيطة باختفاء عبود إلى احتمال تعرضه للاختطاف أو إلى مؤامرة دبرتها السلطات الجزائرية. وقد أثارت هذه القضية الغامضة قلقا وتضامنا كبيرين بين كثيرين.
وفي تصريح لوسائل الإعلام أعرب الصحافي والمحلل السياسي الجزائري وليد كبير عن قلقه البالغ إزاء اختفاء هشام عبود، وقال: “آخر من اتصل به هاتفيا كانت زوجته. أخبرها أنه وصل وسيغادر المطار على الفور. ولكن بعد ذلك انقطع كل الاتصال به تماما”.
وأشار كبير إلى المصادفة المزعجة التي جعلت آخر فيديو لعبود على يوتيوب يتناول قضية اختطافه السابقة التي تورط فيها مولود مهنا ووالده. وأوضح أن “عبود أوقف جميع الاتصالات في نفس اليوم الذي نشر فيه آخر فيديو له، حيث أدان محاولات الاغتيال التي تعرض لها، والتي يُزعم أنها من تدبير مولود مهنا، نجل الجنرال المخلوع مؤخرًا جبار مهنا، الذي قاد الاستخبارات الخارجية منذ عام 2022″.
اشتهر عبود، مؤلف كتاب “مافيا العموم“، بانتقاده العنيف للنظام الجزائري، وكان هدفًا للاضطهاد الحكومي لفترة طويلة. وأضاف كبير: “لا نعرف حتى ما إذا كان ميتًا أم حيًا”. ويأمل أن يعود عبود سالمًا، واصفًا إياه بأنه “صحافي وكاتب غير عادي، أدرجه النظام الجزائري على القائمة السوداء”.
كما برز عبود كرمز بارز لحركة الحراك في الجزائر. ويظهر حضوره النشط على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة عبر قناته على اليوتيوب، دعمًا ثابتًا من المتظاهرين الذين يهتفون “هشام عبود صحفي حر” خلال مقاطع الفيديو التي ينشرها.
ومع استمرار البحث عن عبود، فإن حالة عدم اليقين التي تحيط بمصيره تترك العديد من الأسئلة دون إجابة. وقد أثار اختفاؤه المفاجئ، إلى جانب السياق المثير للقلق المتمثل في التهديدات السابقة ضده، قلقًا واسع النطاق بين مؤيديه وزملائه الصحفيين.
وبينما تتزايد الدعوات إلى عودته سالماً، فإن غياب التواصل يثير المخاوف بشأن سلامته. وإلى أن تظهر معلومات ملموسة، يظل الانتظار لتأكيد ما حدث لعبود مصدر قلق لأولئك الذين يدافعون عن حرية الصحافة.