أنشودة الجوعى
شعر محمد السيد ندا
هل من شىء نأكله يا أمى ؟
القِدْرُ هنالك
لايسمع أنَّاتِ الأمعاءْ
لاماءَ يفورْ
جفَّ التَّنُّورْ
مازالت خيمتنا
تجلدها ريحُ الصحراءْ
والليل قبور
مازلنا نحن الأشباح الأحياء
مازلنا ظلا يتلوىَّ
عند الخط المشبوهْ
عند حدود الزمن الممسوخِ
من الكون السفلىْ
النزعاتُ انظفأَتْ جذوتُها
تحت سقيفة هذا الليلْ
هل من ميلاد آخرَ
للصبار وللأقمار ؟
أم أن الدودةَ
تنبش فى السيقان العريانه ؟
لتفتش عن مأوى
عن ركن فى الكهف المقبور
عن غصن فى شجر الصمت
فى أنحاء الجسد المقهور ؟؟
النجمةُ ذُبحتْ
قربانا للآلهة الأشرارْ
الشيطانُ اندسَّ هنالك
وسط الحشدْ
رقص وغنى
حين انقطع هطول الأمطار
الإنسان احترق عذابا
خلف الأسوار
والآلهةُ تقهقهُ
فى الأكواب الفضيهْ
هذا الزمن نحاسىُّ الرنّاَتْ
صدِئَتْ فوق محاجره الساعاتْ
الأقدام احترقتْ يادرب الموتى
الإنسانُ الآخرُ نامَ
تآكل فى الحاناتْ
سرق القوت
وأحرق كتب الصلوات
لايعنيه تراب الأجساد
تنثرهُ الريح على أرصفة الميناءْ
إيهٍ ياليلَ الجوعى
مازلنا ننتظر صكوك الغفران
النهر الناضب
صبَّ اللعنةَ تلو اللعنةِ
فوق رؤوس الأطفالْ
قرتنا باتت أعواما
فى أحضان الغربانْ
والحية مازالت تتلوى
بين شقوق الجدران
تنهشنا إن عبر رؤانا
حلم بالأمواج الزرقاء
إن سرحت فوق شواطئنا الألحان
الأطفال انتظروا يا أمى
طول اليلْ
إنفجرَ القِدْرْ
إن نسِيَتْ أحشاء الأطفال الجوعى
مايُدْعىَ بالأكلْ
هل ينساها القبر ؟
صحيفة الاتحاد الإماراتية
15 ــ 8 ــ 1985
ديوان أشرعة البحار المقمرة
صدر فى أبوظبى 1993