الصحراء الغربية:الأمين العام للأمم المتحدة يدعو إلى إعادة الحوار بين المغرب والجزائر
الصحراء الغربية: الأمين العام للأمم المتحدة يجدد الدعوة إلى إعادة الحوار بين المغرب والجزائر
وتطرق غوتيريش أيضا إلى الجمود الذي تسبب فيه النظام الجزائري، داعيا جميع الأطراف إلى الانخراط في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة للمساعدة في إيجاد حل سياسي متفق عليه.
وتأتي هذه الدعوة في إطار سلسلة من الطلبات المماثلة التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين البلدين.
الرباط – أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في تقريره الجديد حول الوضع في الصحراء الغربية ، نداء متجددا لإعادة إحياء الحوار لحل الجمود السياسي المستمر بين المغرب والجزائر.
وتأتي هذه الدعوة في إطار سلسلة من الطلبات المماثلة التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين البلدين. لكن هذا النداء طغت عليه الحملات العدائية المستمرة التي يشنها النظام الجزائري، والتي تجعل المصالحة بين الرباط والجزائر تبدو مستحيلة تقريبا.
وفي تقريره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن أسفه لعدم “التحسن الملموس في العلاقات بين الجزائر والمغرب”. وتابع أنه يشجعهما على “إعادة الحوار لإصلاح علاقاتهما وتجديد الجهود الرامية إلى التعاون الإقليمي، بما في ذلك تهيئة بيئة مواتية للسلام والأمن”.
ويأتي طلب غوتيريش للحوار في ظل تصريحات ومناورات عدائية متواصلة من جانب النظام الجزائري، الذي يستضيف ويأوي ويمول ويدعم جبهة البوليساريو، وهي جماعة انفصالية تهدف إلى تقويض وحدة أراضي المغرب وسيادته على أقاليمه الجنوبية.
ولسنوات طويلة ظلت الجزائر في حالة إنكار، رافضة تحمل دورها في النزاع، ورفضت المشاركة في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة والمصممة للمساعدة في إيجاد حل سياسي مقبول من الطرفين للنزاع حول الصحراء .
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر في أغسطس/آب 2021، بعد اتهامات الجزائر للمغرب بالتورط في إشعال حرائق الغابات التي اندلعت في الواقع بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف. ورفضت الرباط هذه الادعاءات بشدة، وأعربت عن أسفها لقرار الجزائر الأحادي الجانب.
وبعيدا عن قطع العلاقات الدبلوماسية، فإن العلاقات بين البلدين في أسوأ حالاتها منذ سنوات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حملة الجزائر المستمرة للتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب.
إن الدعوة إلى الحوار ليست حكراً على الأمين العام للأمم المتحدة. فقد أرسل المغرب، بما في ذلك ملكه محمد السادس، طلبات متعددة للحوار إلى الجزائر، لكن جميعها لم تلق أي استجابة. وفي هذا السياق، لا يرى المراقبون أي دلائل تشير إلى اقتراب النزاع حول الصحراء من الحل، حيث تواصل الجزائر إنكار دورها في الصراع.
وفي تقريره الجديد، أكد غوتيريش على أهمية مشاركة جميع الأطراف في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين.
وقال غوتيريش إن “الأمم المتحدة تظل مستعدة لعقد اجتماع بينهما في جهد مشترك لتعزيز البحث عن حل سلمي لقضية الصحراء الغربية، مع المشاركة الكاملة والهادفة للمرأة”، وشجع الأطراف على التركيز على المصالح المشتركة بينهم والامتناع عن تصعيد الوضع.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة “إنني أحث جميع المعنيين على اغتنام الفرصة التي توفرها تسهيلات وجهود مبعوثي الشخصي”، مشيرا إلى أن الإرادة السياسية القوية والدعم المستمر من المجتمع الدولي يظلان ضروريين أيضا.
الدعم الدولي للمغرب
وتدرك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي تطورات الوضع الذي اتسم بشكل متزايد بالدعم المتزايد الذي حظي به المغرب في السنوات الأخيرة.
ومن بين التطورات المهمة الأخيرة قرار فرنسا بالانضمام إلى جوقة الدول المتنامية التي تدعم موقف المغرب. فقد اعترفت باريس بسيادة الرباط الكاملة على أقاليمها الجنوبية في الصحراء الغربية في يوليو/تموز.
والآن تعترف عدة قوى كبرى أخرى رسميا بسيادة المغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة، في حين تنظر دول أخرى مثل إسبانيا إلى خطة الحكم الذاتي باعتبارها الحل السياسي الأكثر “جدية ومصداقية” للنزاع.
وفي الأسبوع الماضي، أكد الملك محمد السادس على أهمية الزخم الذي يكتسبه المغرب، وشكر جميع شركاء البلاد على مواقفهم الواضحة الداعمة للوحدة الوطنية والسلامة الوطنية.
وأضاف الملك “لقد تمكنا من الحصول على اعتراف دول مؤثرة ذات عضوية دائمة في مجلس الأمن، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا”، مشيرا إلى أن المغرب حصل أيضا على دعم من دول عربية وأفريقية، التي فتحت منذ ذلك الحين تمثيلياتها الدبلوماسية في العيون والداخلة لتعكس مواقفها الإيجابية لصالح الرباط.
يصدر الأمين العام للأمم المتحدة وثيقة سنوية منذ بداية تعامل الأمم المتحدة مع نزاع الصحراء ، يقيم فيها الأمين العام للأمم المتحدة الوضع المستمر ويقدم توصيات قبل اجتماع مجلس الأمن الدولي.
ويتضمن الاجتماع التصويت على قرار جديد يجدد ولاية بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصحراء الغربية “مينورسو” في نهاية أكتوبر/تشرين الأول.