إسبانيا ترحل 16 صحراويا إلى المغرب رغم توصيات المفوضية
إسبانيا ترحل 16 صحراويا إلى المغرب رغم توصيات المفوضية
وفقا للوكالات الدولية، فإن الصحراويين معرضون لخطر الاضطهاد الشديد في المغرب
قررت إسبانيا ، أمس 11 أكتوبر، ترحيل 16 صحراويًا إلى المغرب، كانوا متواجدين في مطار مدريد باراخاس، حيث تقدموا بطلبات اللجوء. قدم هؤلاء الأشخاص وثائق تثبت أصلهم الصحراوي، بعضها صادر عن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، والبعض الآخر صادر عن إسبانيا من خلال إحصاء سكاني أجري عام 1974. بالإضافة إلى ذلك، كانت لديهم توصيات من المفوضية السامية للأمم المتحدة. الأمم المتحدة للاجئين (UNHCR)، والتي طلبت السماح لهم بالدخول إلى إسبانيا حتى يتمكنوا من إكمال طلباتهم الخاصة بانعدام الجنسية.
وقد تم احتجاز عشرات النشطاء الصحراويين في مطار باراخاس لعدة أسابيع، حتى أنهم بدأوا إضرابًا عن الطعام للمطالبة باللجوء السياسي إلى إسبانيا. وبحسب مصادر الشرطة، قام ما بين عشرة إلى ثلاثة عشر شخصًا بإضفاء الطابع الرسمي على هذا الاحتجاج، الذي جرى في المحطتين 1 و4 بالمطار، على الرغم من انضمام ما لا يقل عن ثلاثين ناشطًا آخر إلى المبادرة.
واحتج أهالي طالبي اللجوء أمام مقر وزارة الداخلية، منددين بالظروف اللاإنسانية التي يعيشها أحباؤهم. وأفادوا بنقص النظافة، ولدغات بق الفراش، وقلة ضوء الشمس، وتكرار نفس الوجبة خلال العشرين يومًا الماضية.
ورغم هذه التوصيات، قررت وزارة الداخلية إعادتهم إلى المغرب، بحجة أنه تم تقييم كل حالة على حدة وفقا للمتطلبات التي حددتها التشريعات الوطنية والدولية المتعلقة بالحماية الدولية. ولدى وصولهم إلى المغرب، قامت السلطات المحلية باحتجاز بعض المبعدين ويتم استجوابهم.
وانتقدت اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين (CEAR) هذا الإجراء، مشيرة إلى أنه بسبب المواعيد النهائية القصيرة للإجراءات في المطار، لا يمكن حل طلبات انعدام الجنسية بشكل مناسب. كما تدخل أمين المظالم، مطالبا بالسماح لثلاثة صحراويين آخرين بالدخول، امرأتان وقاصر، لضمان تطوير العملية بالضمانات اللازمة. وقد أثار هذا الوضع انتقادات من الجماعات السياسية ومنظمات حقوق الإنسان، مثل زعيم بوديموس إيوني بيلارا، الذي طالب الحكومة بوقف عمليات الترحيل، مدعيا أن الصحراويين معرضون لخطر الاضطهاد في المغرب.
علاوة على ذلك، طلبت قوات الحرس الوطني حضور وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، لشرح أسباب هذه العودة، نظرا إلى الوضع الخطير الذي يعيشه الصحراويون في المغرب ، وقد أثار الحدث ردود فعل سلبية من كلا المدافعين عن حقوق الإنسان فضلا عن شخصيات سياسية انتقدت قرار وزارة الداخلية وطالبت بوقف عمليات الترحيل هذه، معللة ذلك بمخاوف أمنية والمعاملة التي يمكن أن يتلقاها المبعدون في المغرب.