لن ننسى يا صاحب الفخاخة …
قد يتفق الكل على أن الديمقراطية تأتي في بنائها الصحيح كالشكل الهرمي من القواعد السفلى لتسقر برؤية واقعية علمية في قالب تشكيل المؤسسات القانونية الفوقية ، ويأتي الإسقاط الدستوري نموذجا صريحا لاختبار مشعل الديمقراطية الحقيقة وجس نبضها في جسد أي نظام سياسي ، والمثال الذي نسوقه عن التكهرب السلبي لخطاب محمد السادس يوم 9 مارس 2011 والاستنساخ البلاغي لكل مقوماته الممكجية في خطاب17 يونيو 2001 ، يعكسان حجم الإهانة السياسية للمؤسسة الملكية بحق الشعب المغربي .
حين عين الملك لجنة وكلفها بصياغة دستور وفق خطوط حمراء و مستويات تطلعية منعدمة ، اتضحت الرؤية وانكشف الستار عن الجريمة السياسية المرتكبة في إطار مسرحي بشع مدروس سلفا في غياهب القصر الملكي ، جريمة الدستور الممنوح الجديد التي تركت آثارها العبودية في نفسية شعبنا المغربي وشلت إراداته التقدمية وطموحاته السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لعقود قادمة بعد التصويت “بنعم” { !!! }
إن البناء الهرمي الجديد ليس مختلفا عن سابقيه في شيء شكلا ومضمونا ، إنها ذات الخدعة المحكمة التي طالما تاجر بها ملوك المغرب منذ زمن بعيد وباعوها بثمن بخس للمهمشين والمحرومين والحالمين الصغار بمستقبل أفضل وأجمل ، والتغيير الجذري لا يأتي نائما ومبجلا وحريريا وناعما من فوق أسرة مؤسسة القصر ، إنما بصنع الأحرار مجده الخالد والثابت بدمائهم الزكية ، و يسطرون كلماته في لحاف ثورة شعبية تزلزل حكم الفاسدين وتطارد كراسيهم بالهتافات الجماهيرية وبالخنادق الكفاحية أحيانا كثيرة .
هكذا يقيم الأحرار خطاب الديكتاتوريات بدءا من كرسيها الأعوج وملامح حاشيتها البشعة وابتسامات بلطجتها الوقحة ، إننا نقيم الدستور الممنوح الجديد يا صاحب “الفخاخة” من فخاخك بحق الوطن وشرفائه ، وعنتريتك الرمزية ” شعبي العزيز” ، وللتذكير فقط يا صاحب ألف…، خلقنا لقول “لا” والتصويت ب “لا” وللهتاف بكلمة “لا” مادامت مقاليد الحكم بيدك وليس بأيادي الشعب الأمينة”لا“ لنهبك خيرات بلادنا “لا“ لتهريب أموالنا “لا” لمشاريعك الفاشلة والتي تستفيد أنت وأهلك منها “لا” لمهرجاناتك التافهة “لا“ . يا صاحب الفخاخة وكفى ، إن كنت غير قادر على نزول الدرج و تسلم الرسالة… فالشعب المغربي سيصعد إليك يوما …