إن ما يسمى بمسجد الحسن الثاني ، مسجد بني بدموع الأرامل و الأيتام ودماء الجياع والفقراء بعدما أن تم تخذيرهم بالدين لسرقة ونهب ثرواتهم بعدما أن حكم عليهم بالعبودية والقهر أبد الدهر.
الآن لنأتي على أهم نقطة و هي التكلفة المالية ، فالأرقام الرسمية تحدثت عن 500 مليون دولار أما الأرقام الغير رسمية فتحدثت عن أكثر من مليار دولار، هذه الأموال و أغلبها أي أكثر من 90% منها فرضت فرضا على الموظفين و على سكان القرى و على كل عائلة مغربية ، ففي المدن لم يكن الأمر مهما كثيرا لأنهم فرضوا على الناس دفع مبالغ مالية في حدود 10 و 30 دولار ( أتحدث عن سنوات 86 و 87 و 88 … )
أما المصيبة الأعظم فتنقسم إلى قسمين :
1- سكان البوادي : هؤلاء المساكين تعرضوا لبطش السلطة و فرضت عليهم مبالغ مالية مرتفعة جدا ( أقلها كان في حدود 200 دولار و أعلاها وصل إلى 600 دولار ) .. و إذا تحدثنا بلغة اليوم ف 200 دولار في ذلك الوقت تعادل اليوم حوالي 1500 دولار ….
أما من لم يستطع دفع المبلغ المالي الذي حدد له ففرض عليه بيع جزء من أملاكه أو بعضا من ماشيته ليسدد المبلغ ، وإذا كان فلاحا معدما فالسجن مصيره … و أعرف شخصيا عائلة جاءنا بعض ابنائها وهم يبكون من الريف و طلبوا منا مساعدتهم لإنقاذ والدهم من السجن ، قد كان السجن بمثابة الضغط على الأسرة لإيجاد المبلغ المناسب بأي طريقة كانت … و بالفعل نجحوا في ذلك لأن العائلات المحترمة وسواء أكانت فقيرة أم لا، كانت تعمل كل ما بوسعها حتى أن لا تترك أحد أبنائها في السجن مهما كلف الثمن ….
-2 المسجد بني على أنقاض مساكن شعبية : بعد أن تقرر بناء المسجد و اختيرت له المنطقة المناسبة تقرر معها تهجير العشرات من العائلات الفقيرة التي كانت تسكن تلك المنطقة ، و قيل لهم وقتها أن السلطات ستعوضهم بمساكن لائقة بهم إلا أن السنوات مرت و لم يحصل شيء من هذا و تم تعويض 2% منهم و عرضوهم على التلفزيون ….
ولا زالت القصة مستمرة في العهد الجديد ….وأصبح الطريق إلى بنما وإفريقيا، وخصوصا أن المغرب بدأ في إنتاج الغاز الطبيعي، وهذا ما لا يعرفه المغاربة.