ما الذي يحدث بالمغرب؟ أليس المغرب استثنائيا؟ لكن أي استثناء؟ إن ما يحدث بالمغرب لفوضى عارمة ولدت من رحم النظام لإبعاد كل أنواع الشبهات عنه، وخصوصا لما سربت أشرطة فيديو من المعتقلات حيث تعرض الكثير منهم لأبشع أنواع التعذيب بالمعتقلات السرية التابعة للاستخبارات المغربية.
كل هذا كان جزءا من الماضي القريب، لكن ذلك لم يشفع لمملكة محمد السادس لما تفرضه من قمع واعتقالات في صفوف المحتجين بل المطالبين بحقهم في الشغل وتحسين الوضع المعيشي والصحي وأتحدث هنا عن سنة 2011 … وكانت العدالة والتنمية حزب القنديل من المناصرين بل اليد اليمنى التي كانت تصفق لهذا الحراك الشعبي ، لكن سرعان ما وصلوا إلى أهدافهم المنشودة وتقلدوا رئاسة الحكومة بمساعدة النظام ، وتم تعيين فيالق من الوزراء في بلد يمر بظروف اقتصادية جد صعبة، وتم تخصيص الأجر الشهري لرئيس الحكومة المحدود في 10.000 أورو، بينما رئيس الحكومة الإسبانية أجره الشهري لا يتجاوز 7000 أورو كما أن عدد وزرائه لا يتعدون 13 وزيرا، بينما في حكومة مغربنا الحبيب بالإضافة إلى الفيالق أضيفت حقيبة وزير بدون حقيبة !!!
على العموم ليس من حقنا محاسبة رئيس الحكومة المحكومة عن أجره الشهري أو أجور وزراءه في المقابل نجد أن ملك المغرب مصاريفه تبلغ 350 أورو في الدقيقة يعني 21.000 ألف أورو في الساعة ، وهذه الميزانية مخصصة من أموال الشعب المغلوب على أمره. وفي يوم من الأيام فوجئ الرأي العام المغربي بتوزيع ما يسمى بالمأذونيات ( رخص خاصة لسيارات الأجرة ) على مجموعة من الوزراء وأهل الحال ، وكذا تهريب ما يزيد عن 10 مليار دولار إلى بعض الدول الإفريقية بحجة الاستثمارات وكذا تخصيص ما يزيد عن مليارين من الدولارات لبناء عاصمة لدولة السودان الجنوبية ، في المقابل لازال هناك ملايين من المغاربة يعيشون في مدن الصفيح بل تم اكتشاف قرى جديدة لم تكن معروفة من قبل في جبال الأطلس الشاهقة التابعة للملكة الشريفة… إنه عصر السرعة ، بل عصر قطار الفائق السرعة ( البراق ) الذي فرض على المغاربة من طرف المستعمر الفرنسي الذي يحمي القائم العام بمستعمرته محمد السادس … إنه أمر غريب في مغرب يدعي الاستثناء ، ولازال على خريطته قرى لم تكتشف بعد !! بل إنه من العار أن نتحدث على هذا الموضوع الذي لا يليق بنا كمغاربة لنا تاريخنا وليس تاريخهم الذي تم تدوينه من طرف عبد الوهاب منصور مؤرخ القصر الذي زور كل شيء من أجل لا شيء. إنه من العار أن تبيع العدالة والتنمية ضميرها من أجل حقيبة وزارية وهي على علم أنها مجرد أداة سيتم استخدامها ضد الشعب مستغلة في ذلك الدين .
والأغرب هو حين يقدم شخص على انتقاد محمد السادس، ولا أتحدث هنا عن إهانة شخصه، بل مجرد إدلاء برأي خاص يتم محاكمته بعشر سنوات أو ست سنوات إن كان من المحظوظين بتهمة المساس بشخص الملك ! هل الملك غير معرض للخطأ ؟ هل هو نبي؟ إنه بشر مثله مثل باقي عباد الله. إذن أين يكمن المشكل إذا أقدم شخص على انتقاده؟ أليس من النقد نتعلم؟ أم أننا مجرد رعايا وزبناء؟
فلو كان المغرب استثنائيا ، لكان على العاهل المغربي التكفل بمصاريف إقاماته الخاصة من حسابه الخاص وليس من ميزانية الدولة، ولو كان المغرب استثنائيا لتم توزيع المأذونيات على فقراء الشعب وليس على من نهبوا خيراته، لو كان المغرب استثنائيا لتم توزيع الأراضي الصالحة للزراعة التي تستحوذ الأسرة الملكية على 70% منها على الفلاحين البسطاء، لو كان المغرب استثنائيا لتم الكشف عن موارد الفوسفاط والذهب وباقي المعادن … لكن هذا لن يحصل ما دمنا في مغرب استثنائي في النهب والقمع بأمر ملكي وبتصفيق حكومي ودعم حزبي …