إِنَّ أسوأ ما يعيشه المغربي أن يعيش تحت ولاية ملك ظالم مستبد لا يقبل إلا نفسه ، ولا يريد لأي شخص يعارضه ، فتختفي المعارضة وتختفي الآراء ، ويبقى رأيه فقط ورأي من يوالونه ويؤيدونه ؛ فهو عدو للرأي الآخر و الحرية ، وعبد للكرسي والعرش والحكم والمال والحرس والجاه والسلطان والسهرات والعلاقات ، وكل شيء متاح ومباح في سبيل الحفاظ على العرش . فالملك الفاسد والمستبد يعيش في جو غير نظيف ، يمتلئ بفيروسات الغدر والخيانة والقهر والظلم .
كما أن الملك المُستبد يعمل على تكوين مملكة من التابعين له يسمعون له وينفذون قراراته ، ويجبرون الآخرين على السمع والطاعة ، فليس هناك رأي معارض ، ومن يعترض يكون مصيره النفي أو السجن نتيجة تُهم وهمية ، فهذه الفئة تعمل على خنوع الشعب للحاكم بالقوة وبالحيلة ، فالمواطن العادي يستمد ثقافته من القنوات المتاحة أمامه والتي تدعي أن الحاكم يسير في طريق الحق وفى طريق مصلحة الشعب. و الظالم قادر على إخضاع رجـال الدين ضعاف النفوس ، ليقولوا للناس ما يريد أن يقوله ، ولكن بلغــة السمع والطاعة ، وأن الاعتراض يمثل اعتراضا على الله ورسوله …
كما أن الرعية المغربية لم ينعتق فكرها و مخيالها من صورة الزعيم الرعوي “الشريف سليل آل البيت”، الحامل للبركة و الكرامات ، صورة تشحن استمرارية دور “أسطورة البطل”. ذلك أن الشخصيات السياسية تروم فرض تصور عنها من شأنه الاستحواذ على فكر الجماهير و تثبيته ، و هذه الأخيرة بدورها تستمتع بالعرض ، ليغدو هذا الاستمتاع وفق ” لويس 14″ مدخلا لامتلاك عقول الجماهير و قلوبها . و الجماهير المغربية لا تشذ عن الوقوع في فخ ” العرض السلطاني” ، فمنذ قرون مازال يسعد تفكيرها بأن من يحكمها مصطفى من السماء ، وهي بذلك رعية ذات حظوة في الأعالي . و تقعيدا لهذا المنطق فلا محل للمواطنة من الإعراب ، و لا يمكن للملكية أن تكون راعية ومواطنة في ذات الآن ، و لا المحكومون رعايا و مواطنين ، فالمواطنة مازالت فكرة تجوب الأجواء بينما الرعوية واقع حال . فالاعتقاد بقدرة السلطة القهرية المدعية للقداسة قيادة التغيير و إحلال التنمية ، وهم كبير ، بل إن سريان هذا الاعتقاد يعري حقيقة اللاتغيير ، وأننا لم نتجاوز المرحلة الطيولوجية لقانون تطور المجتمعات …
ملك مفترس طاغية قمعي دموي و شعب خانع عاجز عن اخد زمام أموره/ حالة و وضعية ليس لها شبيه بالعالم اجمع⁉️⁉️ تحية و تقدير سي فريد