المراتب والبشارات : قصيد سيمفونى طويل
النشيد التاسع عشر
أحاول أن يكون الوقتُ مركبتى
أحاول أن يكون البيتُ ذاكرتى
وأيامى هى الأركان فى بيتى
وبيتى الرأس والعينان نافذتى
وتذكاراتها اللحظاتُ حاضرةٌ
ولكن يغلبُ النسيان
أقاوم محو ذاكرتى
فتخذلنى بها الأوهام
أحقا كانت الأيام ؟
أصدقا كانت الأحلام ؟
أمرّ العمر بى فعلا ؟
أفعلا كان أم قولا ؟
وهل مرت بنا الأيام
أوهْما كانت الخطواتُ والطرقات ؟
وخلق الله من غابوا ومن حضروا
ومن عاشوا ومن قُبروا
أكانوا الظلّ
والدنيا هى الأوهام ؟؟؟
… كأنك كنت ظلّ الوقت ؛
وهْم العمر ، لم تحيا
وما أنفقت من عمر ؛
هباءا كان
محض حطام ْ
ترانى ألهث قبل الرحيل
وأعدو بصحراء عمرى ؟
ترانى أسرفت فى البحث عنها ؟
فماذا وجدتُ سوى الأمنيات ؟
ومن صوت دنياى رجع الصدى ؟
أرانى أبدأُ من حيث كنت
أكرر ذاك من المبتدا
كأن من العمر يوما وحيدا
يعود فيبدأُ من حيث كان
كأن الزمان
إذا أشرقت شمس يوم مضى
ويأفل عند المغيب بلا رجعة
وليس يعود لنا سرمدا ؟
وكيف ترانى هرمتُ
وكيف ترانى نسيتُ ؟
وكيف سأرحل شيخا غدا ؟
وماذا عن الخلق؟
من يولدون ومن يرحلون ؟
بفجر الشباب وفى مهدهم ؟
ومن يمرضون
ومن يُظلمون
ومن فى مجاعاتهم يُحصرون ؟
ومن فى البحار
ومن فى الجبال؟
يموتون قتلى بأحمالهم ؟
أفرُّ من اللحظة الحاضرة
إذا مابحثتُ فلمّأ أجدْك
لأن
عيونك لى آسرة
وأهرب من بؤس هذا الزمان
إلى بقعة بالرؤى عامرة
أحنُّ إلى موطنى المستحيل
إلى جنة قبل كل العصور
أذوب بأحضانها الساحرةْ …