تساؤلات ، عنوان ، جارتنا ..
عنوان
ـــــــــــ
أسألُ عن عنوان صديق ضائع
فى بيت لا أعرفه
ونسيت اسم الشارع
فى بلد
كنت زمانا أسكنها
أو تسكننى ، لآ أدرى
أسطر كلمات رسالهْ
لصديق لا أذكرهُ
هل يذكرنى ؟؟
جارتنا
ــــــــــــ
أسأل عن إنسانهْ
كانت جارتنا
فى حى ّ الفقراء
كنتُ أمدُّ النظرات إليها
صبح مساء
علّى ألتقطُ البسمة من عينيها
وأُمنّى القلب ولو بالإيماء
أتُراها ما زالت فى شرفتها
تضفر خصلات سوداء ؟؟؟
أم أنّ الشيْب امتد يلوّنها
فاعتدلتْ تضفر خصلات ابنتها
وتجففُ من جبهتها عرق الإعياء ؟؟
مدرسة
ـــــــــــــ
أسألُ عن مدرسة إلزامية
كنا نتعلم فيها
أول ما نتعلم درس الإستحياء
لانرفعُ صوتا فى وجه معلّم
لا نتكلمُ إلا بالإذنْ
لانفهم إلا مانعنى
لانعنى إلا ما نفهم
الحكمـــه
ـــــــــــــ
أسأل عن شيخ فى قريتنا
شيخ أعمى
لكن الحكمة كانت مبصرة
فى عينيهْ
علمنى أن الماضى إذ يركض فى أغوار الزمن
فليس يعود
علمنى أن اللحظات المنسربةْ
واللحظات الآتية المقتربهْ
أطيار هاربة
من بستان الأيام
تتعانقُ عند الخط الشفقىْ
تتوحد بالزمن الأبدىْ
علمنى شيخى أن الحب شحيح
وفراق الخلاّن
فى تلك الأزمان
أسرع من عصف الريحْ
إنكــــار
ـــــــــــــ
أسألُ عن تاريخ الأيام المفقودة
والأمكنة المفقودهْ
فى أركان الذاكرة الخوّانة والموؤوده
أسأل عن كل المفقودين
خذلتنى ذاكرتى يوم خرجتُ
لأسأل عن عنوان
لا الزمن هو الزمنُ
ولا الإنسانُ هو الإنسان
قابلنى وجه صديقى الضائعْ
لم أعرفه ولم يعرفنى
واجهنى بالنكران
أنكرنى وجه الجارة فى الحارة
مدرستى صارت ملهى ليليا
للأوغاد المحترفين
شيخى دفنوه غريبا منسيا
فى مقبرة المجهولين
أشتاق
ــــــــــــ
أشتاق لأن أعرف ماسبب الإنكار ؟
لكنى أتراجع
تدهمنى فى سجنى الأسوار
أرتدُّ إلى صمتى
أسمعُ سجانى
سجانى وقتى
يركلنى
يُلقينى فى أغوار الأغوار
يلعننى ويقول :
ــ إسكت يا
ها أنت بلا عينينْ
وبلا شفتينْ
وبدون يدينْ
أو تملكُ بعد قعودك هذا
حق الإستفســــــــــار ؟
ديوان أشرعة البحار المقمرة 1993