وقال الخبراء في بيان حذروا فيه من أن من بين القتلى طفلة وامرأة “إن هذه الهجمات تنتهك الحق في الحياة في ظل عدم وجود أي مؤشر على وجود تهديد قاتل وشيك لأي شخص آخر في ذلك الوقت”. ، وكذلك العاملين في المجال الصحي. وأصيب ما يقدر بنحو 500 شخص بجروح خطيرة في العين، بمن فيهم سفير إيران في لبنان، مجتبى أماني.
ولذلك، دعوا إلى “إجراء تحقيق سريع ومستقل لكشف الحقيقة وإتاحة المساءلة اللازمة عن ارتكاب جرائم القتل هذه”. وأعربوا عن أسفهم: “إننا نعرب عن تضامننا العميق مع ضحايا هذه الهجمات”.
وأكد الخبراء أنه “في وقت الهجمات لم تكن هناك طريقة لمعرفة من يملك كل جهاز ومن كان بالقرب منه”، مشيرين إلى أن هذه الهجمات “تنتهك حتما القانون الإنساني” نظرا لتعسفها، من بين أمور أخرى، “وعدم كونها قادرة على التحقق من كل هدف أو التمييز بين المدنيين.
وجادلوا بأن “مثل هذه الهجمات يمكن أن تشكل جرائم حرب”، قبل التأكيد على أن القانون الدولي يحظر استخدام الأسلحة المخبأة أو “المقنعة في شكل أدوات محمولة غير ضارة على ما يبدو عندما تكون مصممة ومصنوعة خصيصًا من المتفجرات”. وبهذا المعنى، حذروا من أن هذه “أفخاخ متفجرة” تفلت من القانون.
وأوضح المقررون أن ارتكاب “أعمال عنف تهدف إلى زرع الرعب بين السكان المدنيين، بما في ذلك ترهيبهم أو ثنيهم عن دعم الخصم، يعد أيضًا جريمة حرب”. وأضافوا أن “مناخ الخوف يخيم الآن على الحياة اليومية في لبنان”.
تحقيق محايد وشامل
وطلب الخبراء من الأمم المتحدة فتح تحقيق “سريع وفعال وشامل ونزيه وشفاف” في الهجمات، حيث قدموا الدعم والمساعدة له.
وأكدوا أنه “يجب على الدول أن تقدم إلى العدالة أولئك الذين أمروا بهذه الهجمات ونفذوها، حتى في إطار الولاية القضائية العالمية على جرائم الحرب”، قبل أن يحثوا جميع الأطراف على “الامتناع عن ارتكاب انتهاكات جديدة للقانون الإنساني والدعوة إلى القرار”. حل النزاعات سلميا ووفقا للقانون الدولي.
وأوضحوا أن “تصاعد العنف يزعزع استقرار المنطقة بأكملها. ويجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة العمل على استعادة السلام والعدالة”.
وحدد وزير الصحة اللبناني فراس أبيض، أن 12 شخصا توفوا الثلاثاء جراء انفجار “عمليات تفتيش”، فيما توفي الأربعاء 25 شخصا آخرين جراء أحداث مماثلة في البلاد، بحسب ما أوردته شبكة الـLBCI اللبنانية .
وقد انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الطبيعة العشوائية للهجمات، والتي كانت واضحة في الانفجارات في أماكن خارج المجال العسكري أو مع تدفق أعداد كبيرة من الناس، وحث على عدم استخدام الأهداف المدنية كأسلحة. لكن إسرائيل لم تعلق حتى الآن.
وأثار تصاعد الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله – وهي جماعة تدعمها إيران ولها ثقل عسكري وسياسي كبير في لبنان – مخاوف بشأن احتمال توسع الصراع في الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، قدم الجيش الإسرائيلي “خططه العملياتية” بشأن لبنان إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي.