إن أساليب التعذيب بالمغرب جد متعددة، فكل ما على الجلاد بعد اعتقال أي ناشط سياسي أو مناضل ، فإن الضحية ينال جزء من التعذيب داخل سيارة القمع و سنتطرق لها بالتحديد خاصة بعد أن تجري عملية عزل السجين فترة معينة، على أن تكون طويلة وغير محتملة ويختفي فيها كل المثيرات أو المدخلات الحسية أو المعنوية مما ينتج عنه حالة من القلق والتوتر لا يستطيع الشخص السيطرة عليها، مما يسهل عملية التعذيب ثم تأتي عملية التحقيق و تلفيق التهم من خلال محاضر مفبركة .
طوال فترات ظاهرة الاعتقال السياسي. و لم تتغير أبدا أساليب التعذيب في العهد الجديد سواء أثناء وبعد اعتقال النشطاء، فالأساليب متعددة و لا تتغير من حالة إلى أخرى وهذه أهمها :
بمجرد اعتقال أو اختطاف الضحية من طرف عصابات الحموشي بزي مدني أو رسمي، فإنه يلقى به في السيارة ليتم توجيه عدد من الركلات إلى كل أنحاء الجسم خاصة المناطق الحساسة (الوجه، الجهاز التناسلي، الظهر، البطن الرأس والأرجل…) ثم في بعض الحالات يتم تعذيبه نفسيا كمحاولة اغتصابه و تجريده من الملابس ناهيك عن الألفاظ الحاطة من الكرامة الإنسانية ،بعد هذه العملية هناك احتمالين إما أن يتم الزج به في السجن أو رميه خارج المدار الحضري للمدينة .
في حالة ورود الاحتمال الأول وهو اعتقال الضحية ابتداءا من مخفر الشرطة إلى نقله إلى المعتقل تبدأ أساليب التعذيب:
1: الليلة الأولى يتم
الحرمان من النوم وهي من الأساليب الشهيرة المستخدمة في التعذيب، عند حرمان شخص ما من النوم فإن يصاب بدوار مما يؤثر على نفسيته ،ويكون منهك القوى لا يستطيع التحرك بسهولة وتسيطر عليه رغبة واحدة وهي “النوم تحت القلق”. ومن المعروف أن 24 ساعة بدون نوم مطلقا تؤدي إلى حالة من الشروذ المؤقت.
2: أوضاع مؤلمة أخرى
مثل الوقوف منتصبا لساعات طويلة مع تقييد اليدين أو القدمين.
أحد أشهر هذه الأوضاع هو الجلوس على الأرض في وضع القرفصاء، أو الوقوف مع تقييد الأقدام والأيدي منخفضة وذلك لساعات طويلة.
3: التعذيب الحسي
أي إزعاج الحواس بشكل مبالغ فيه مثل تسليط ضوء قوي جدا أو سماع موسيقى مزعجة لوقت طويل أو تعريض الشخص لصوت مزعج مثل نقاط مياه من الصنبور. هذه الأساليب تولد نوعا من القلق والتوتر مما يشوش على التركيز والإدراك.
4: التعري القسري
تماما مثل سجن أبو غريب، حيث يجبر المعتقلين على خلع ملابسهم قصريا مما يولد شعورا بالخزي. وبعد ذالك بشكل منفرد للجلوس على قنينة من الزجاج و الجلد بالعصي على الظهر هذه الأخيرة في حالات محدودة .
5: الإذلال الثقافي
أي إذلال الشخص بإجباره على فعل أشياء تتعارض مع معتقداته الدينية أو الثقافية مثل إجبار مسلم على أكل ما يحرمه دينه، يساعد هذا الأسلوب الممنهج على كسر إرادة المعتقل
6: أسلوب البرد الشديد
هذا الأسلوب يتمثل في ترك السجين في زنزانة مفتوحة النوافذ في الأيام القارصة البرودة أو تركهم في الشتاء بملابس خفيفة أو إجبارهم على النوم على أرضية باردة. و يستخدم الحر الشديد أيضا
7: الفوبيا
يتم تطبيق هذا الأسلوب بطريقتين: الأولى هو وضع السجين في موقف يحتوي على الشيء الذي يرهبه مثل وضعه في زنزانة مليئة بالفئران والحشرات، الثانية هي التهديد بالترهيب، فأحيانا يكون التهديد أشد ألما من مواجهة مصدر الفوبيا ذاته.
المرحلة النهائية و المهمة لدى الجلاد و المحقق وهي فبركة محاضر و تهم ملفقة لتغطية جريمة الاعتقال مثل العمالة لجهات أجنبية، محاولة زعزعة استقرار أمن البلاد و….
فبعد ممارسة هذه الأشكال من التعذيب و الغير محصورة يرغم الجلاد السجين على التوقيع على محاضر تتضمن تهم لا علاقة للضحية بها وعلى وثائق خوفا و طمعا في انهاء معاناته .
وبعدها تأتي معانات أخرى تزداد بالمحكامة أمام عدالة صورية في غياب تام لأدنى وأبسط شروط المحاكمة العادلة . لتصدر أحكام وعقوبات باطلة باسم الملك أمام أنظار العالم بأمر من وزارة الداخلية السلطة المسيرة للقضاء المغربي .
وحين يصدر قرار من منظمات دولية عن المغرب فيما يتعلق بحقوق الإنسان، يقوم النظام بالتنديد واتهامها باللامصداقية، فبدل أن يتعامل معها ويتجاوب من أجل ترقيع ما أفسد لأن الإصلاح ليس في صالح النظام، نجده يخرج بتقارير نفي منجزة من طرف نفس الجلاد.
* من السهل أن تقول أنك مناضلا، لكنه من الصعب أن تتحمل عواقب النضال *
تحية نضالية لكل المعتقلين السياسيين الذين لم يرضخوا للتوقيع على مذكرة العفو رغم التعذيب، وإننا على دربكم سائرون.
2 thoughts on “المغرب : مملكة محمد السادس وأساليب التعذيب.”