وفي الساعة الثامنة مساء يوم أمس السبت، أُغلقت مكاتب التصويت للانتخابات الرئاسية في كافة البلديات والولايات الجزائرية
أظهرت النتائج الأولية لعمليات فرز أصوات المقترعين في الانتخابات الرئاسية بالجزائر، اكتساح الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون، بفارق كبير عن منافسيه عبد العالي حساني شريف ويوسف أوشيش.
وفي الساعة الثامنة مساء يوم أمس السبت، أُغلقت مكاتب التصويت للانتخابات الرئاسية في كافة البلديات والولايات الجزائرية، بعد تمديد عملية الاقتراع ساعة إضافية، أملًا في توسيع قائمة المشاركين في التصويت، بعد هواجس السلطة من عزوف الناخبين.
وقال مصدر رسمي في وقت سابق إن نسبة الإقبال على التصويت في انتخابات الرئاسة الجزائرية وصلت إلى 48%، بعد أن أُغلقت صناديق الاقتراع، وفق ما أوردته وكالة “رويترز” فجر اليوم الأحد.
وتصدر المرشح بصفة حرة عبد المجيد تبون عمليات الفرز الأولية في كامل مكاتب التصويت بولايات الجزائر.
ويوم أمس السبت، قال تبون في تصريح صحفي عقب الإدلاء بصوته الانتخابي في العاصمة، إن الحملة الانتخابية كانت نظيفة جدًّا.
وأضاف تبون أن “الفرسان الثلاثة كانوا في المستوى الذي يشرّف البلاد“.
وقال “من سيفوز سيواصل المشوار”، لافتًا إلى أن “المشوار مصيري بالنسبة للدولة والشعب، حتى نصل لنقطة لا رجوع في بناء ديمقراطية حقوق المواطن، لا ديمقراطية شعارات“.
وتعد هذه الانتخابات السابعة في تاريخ الجزائر، منذ دخولها عهد التعددية السياسية عام 1989، ومنذ أول انتخابات رئاسية جرت في عهد التعددية السياسية في عام 1995، وهي الثانية بعد الحراك الشعبي الذى اندلع في فبراير2019، وأول انتخابات رئاسية تجرى في ظل الدستور الجديد، الذي صدر في نوفمبر 2020، و كرس سلطة الانتخابات هيئة دستورية مستقلة في قرارها وسلطتها المادية؛ حيث تجرى هذه الانتخابات تحت إشراف السلطة الجزائرية المستقلة للانتخابات.
وكانت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، قد أعلنت مساء أمس السبت، تمديد الاقتراع في الانتخابات الرئاسية لمدة ساعة واحدة.
وعقب الإغلاق مباشرة بدأت عمليات الفرز فى الولايات المختلفة والسفارات بالخارج تباعًا ، وأعلن رئيس السلطة الجزائرية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، أن نسبة المشاركة الأولية فى عملية التصويت بلغت 48.3% بالداخل و19.48% خارج البلاد.
وجارى استكمال الفرز وتسليم محاضر نسب التصويت من مختلف ولايات الدولة، حيث سيتم إعلان المؤشرات الأولية للنتائج خلال مدة تتراوح بين 48 ساعة و 72 ساعة ثم تحول إلى المحكمة الدستورية لاعتمادها وإعلان النتائج النهائية.
المخالفات :
أكدت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات أنها لم تتلق اليوم أي شكاوى حول وقوع أحداث من شأنها عرقلة سير العملية الانتخابية أو المشهد الانتخابي بصفة عامة.
ومن جانبه، كان الرئيس عبد المجيد تبون قد أدلى بتصريحات، رفقة عائلته، فى مركز الاقتراع بمدرسة أحمد عروة بسطاوالي، حيث أكد أن الحملة الانتخابية كانت نظيفة جدا والفرسان الثلاثة كانوا في المستوى، وأضاف أن الجزائر جزء لا يتجزأ من العالم العربي والافريقي والمتوسطي، مشيراً إلى أن الجزائر تمر بمرحلة مفصلية لأن من سيفوز سيواصل المشوار المصيري بالنسبة للدولة والشعب حتى نصل لنقطة لا رجوع، مؤكدا أن المواطن الجزائري يوميا يوم بعد يوم يكتسب حقوق جديدة وسنعمل على تلبية الرغبات.
بينما قال المرشح الاشتراكى يوسف أوشيش، على كل الجزائريين إلى اغتنام هذه الفرصة وإعطاء الفرصة لبناء الجزائر التي ينشدها الجميع.
الإجراءات الاستثنائية :
وعلى صعيد متصل، ينتهى اليوم الأحد العمل بالإجراءات الاستثنائية التى فرضتها الجزائر لتأمين عملية الاقتراع وتيسيرها والتى بدأت وزارة الداخلية الجزائرية تطبيقها الجمعة الماضى.
من بين تلك الإجراءات تعليق جميع الفعاليات الرياضية والثقافية والفنية داخل الجزائر، خلال الفترة المذكورة، وسيتم الاعلان عن مواعيد لاحقة لها عقب انتهاء الانتخابات.
كما سيتم إعادة فتح الأسواق عقب إغلاقها بسبب الانتخابات ، والسماح بسير سيارات نقل البضائع ، ونقل البضائع عبر السكك الحديدية.
المتنافسون :
يتقدم المرشحون الثلاثة، الرئيس الحالي، عبدالمجيد تبون، الذي يسعى لولاية ثانية، حيث تم انتخابه رئيسا في 12 ديسمبر عام 2019، ويخوض عبدالمجيد تبون (مواليد عام 1945 ) الانتخابات القادمة كمترشح حر، و تدرج قبلها في عدة مناصب، بينها وزير الإسكان ورئيس الحكومة.
وتخرج من المدرسة الوطنية للإدارة في عام 1969 بتخصص في الاقتصاد والمالية، قبل أن يتقلد عدة مناصب إدارية بعد تخرجه أبرزها ولايته على رأس محافظة أدرار سنة 1983، ثم تيارت سنة 1984، ثم تيزي وزو سنة 1989.
إضافة إلى مرشح حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني شريف، ومن بين المرشحين أيضاً يوسف أوشيش مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية، أقدم حزب معارض في الجزائر، يبلغ أوشيش من العمر 41 عاما، وهو يعد أصغر مرشح في تاريخ الانتخابات الرئاسية بالجزائر.
وتولى أوشيش منصب الأمين الوطني لجبهة القوى الاشتراكية، الحزب الذي أسسه رمز الثورة الجزائرية حسين آيت أحمد في سنة 1963، بعد عام واحد من استقلال الجزائر عن فرنسا.
ودرس العلوم السياسية في جامعة الجزائر، وتخصص في السياسة الدولية، وعمل كصحفي في الصحافة المكتوبة من عام 2008 إلى 2012.
و قد أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائرمحمد شرفي أن “نسبة المشاركة الأولية في الانتخابات الرئاسية عند إغلاق مكاتب الاقتراع الساعة 20,00 السبت (19,00 ت غ) بلغت 48,03 بالمئة داخل الوطن و19,57 بالمئة بالنسبة للجالية الوطنية بالخارج”، من دون أن يحدد عدد المقترعين من أصل أكثر من 24 مليون مسجّل. وقال إن هذه “نسبة أولية“.
وأرجع حسني عبيدي، من مركز “سيرمام” للدراسات في جنيف، انخفاض نسبة المشاركة إلى “الحملة الانتخابية المتواضعة” مع وجود متنافسَين “لم يكونا في المستوى” المطلوب ورئيس “بالكاد عقد أربعة تجمعات”. وأضاف أنه بالنسبة إلى الناخبين “ما الفائدة من التصويت إذا كانت كل التوقعات تصب في مصلحة الرئيس“.
وكانت مكاتب الاقتراع أغلقت الساعة 20,00 (19,00 ت غ) بعد تمديد التصويت لمدة ساعة.
ودُعي أكثر من 24 مليون جزائري للمشاركة في الانتخابات. وبلغت نسبة المشاركة في الساعة الخامسة عصرا (16,00 ت غ) 26,46%، بانخفاض قدره سبع نقاط مقارنة بالساعة ذاتها في انتخابات 2019 (33,06 بالمئة)، حسب السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.
وقررت السلطة تمديد فترة فتح مكاتب التصويت إلى الثامنة مساء (19,00 ت غ) بدلا من السابعة. وبدأ الاقتراع عند الثامنة صباحا. وبلغت نسبة المشاركة عند الأولى بعد الظهر (12,00 ت غ)، 13,11%.
وشهدت الانتخابات التي حملت تبون إلى الرئاسة في 2019 عزوفا قياسيا بلغ 60 بالمئة، حيث حصل على 58 بالمئة من الأصوات، في خضم تظاهرات “الحراك” العارمة المطالبة بالديمقراطية، ودعوة الكثير من الأحزاب إلى مقاطعة التصويت.