أصدر المعهد الدولي للتنمية الإدارية تقريره عن مؤشرات المدن الذكية لسنة 2024،و قد تديلت العاصمة الرباط المرتبة لتحصل على تصنيف “س” في كل من التكنولوجيا والهياكل التنظيمية محتلة بذلك الصف 126 عالميا من بين 141 مدينة مصنفة.
و يرجع ذلك إلى التحديات الكبيرة التي تحتاج من القائمين على تسييرها إلى بدأ إصلاحات عاجلة،ذلك أن البطالة و مشكلة الإسكان من المجالات التي تعزز جودة الحياة للسكان وتحقق التطور المستدام،إضافة إلى البنية التحتية الممثلة في ضعف الوصول إلى التعليم الجيد و الخدمات الصحية المتواضعة،ناهيك عن النقل العام و الإزدحام المروري الذي يقلق سكان مدينة الرباط و الوافدين عليها .
و إذا كان المغرب قد سجل في مؤشر التنمية البشرية “HDI” ما قيمته °0.698،فإن مدينة الرباط حققت مؤشراً قدره °0.702،حيث تظهر هذه القيم أن الرباط تعد الأفضل فقط وطنيا على مستوى الظروف المعيشية،مما يدعوها إلى بذل جهد أكبر ليصبح واقعها أقوى تنافسية مع عواصم العالم .
و آستنادا للإستبيان المعد حول الأولويات الأساسية لدى سكان الرباط،فإن القضايا التي تؤرقهم تظل في مقدمتها الإسكان بنسبة 55.6٪،و البطالة بنسبة 85.4%،و الخدمات الصحية بما نسبته69.2%،إضافة إلى الفساد و الشفافية الذي بلغ 52.2% من اهتمامات ساكنة العاصمة.ليتضح أن هذه المجالات هي الأكثر إلحاحا و طلبا لمعالجتها .
و للإشارة،فإن الرباط من المدن التي تحاول إحراز تقدمًا ملموسا في استخدام التكنولوجيا الرقمية لتحسين ولوج الخدمات الحكومية،حيث عبر السكان على أن الوصول إلى المعلومة أضحى أسهل بفضل الإنترنت،الشيء الذي جعل مهندسوا المدن الذكية إلى التوصية بضرورة تعزيز البنية التحتية الرقمية لتسهيل الوصول إلى الخدمات الإلكترونية الحكومية من خلال آستثمارات أكبر في الشبكات الحديثة للإنترنت العالية السرعة لتشجيع السكان على المشاركة في الرقابة و محاربة الفساد و التبليغ عنه .
و من جانب آخر،فإن مؤشرات السلامة والصحة تظهر توفر العاصمة الرباط على الخدمات الطبية والتأمين الصحي و عدم وجود مشاكل كبيرة في السلامة العامة،إلا أن المشاكل البيئية لازالت تواجه المدينة كتلوث الهواء وقلة المساحات الخضراء.رغم أن إحداث حدائق عامة جديدة ممكن و قادر على الإسهام في تحسين جودة الهواء و تعزيز رفاهية السكان،إضافة إلى تشجيع المشاريع البيئية مثل التشجير و مبادرات إعادة تدوير المخلفات.
و للعلم،فإن مؤشر المدن الذكية الذي يصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية يهدف إلى تقديم رؤية متوازنة بين الجانب الاقتصادي والتكنولوجي من جهة، و البعد الإنساني للمدن الذكية من جهة أخرى الذي يحقق جودة الحياة بشكل عام.لذلك نجد أن هذا المعهد قد باشر منذ 2019 إجراءات المسح وجمع البيانات في 142 مدينة على المستوى العالمي ،مما يجعل معطيات مؤشراته ذات مصداقية و معترف بها دوليًا لدى صناع القرار.