بمناسبة ربع قرن على إعتلاء الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية،وجه ملك البلاد اليوم 29 يوليوز خطابا إلى الشعب المغربي استصدر من خلاله عفوه على كل من الصحفيين توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وعمر الراضي،إضافة إلى اليوتوبرز محمد رضا الطاوجني و الناشط الحقوقي يوسف الحيرش و سعيدة العلمي .
كما شمل العفو الملكي الصادر مساء الإثنين تخليدا لعيد العرش 2476 شخصا محكوم عليهم بمدد متفاوتة بمختلف محاكم المغرب.إلا أن المثير في هذا العفو يقول أحد الحقوقيين الذي رفض ذكر إسمه أنه “لم يشمل شيخ المعتقلين السياسيين محمد زيان و معتقلي حراك الريف على رأسهم ناصر الزفزافي،إضافة إلى المدونين المنتمين إلى جماعة العدل و الإحسان الذين عبروا عن آرائهم الرافض للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي “.
و في هذا الصدد،فقد صرح -لوكالة المغرب الكبير للأنباء- أحد النشطاء السياسيين المغاربة في الخارج قائلا: ” إن الذين أفرج عنهم أصلا دخلوا معتقلات محمد السادس بدون ذنب اقترفوه،اللهم تحقيقاتهم و تقاريرهم و كتاباتهم المهنية ذات المصداقية العالية هي التي أزعجت الجهات العليا في البلاد،فكان مصيرهم المحتوم هو إخراص ألسنتهم بالحبس النافد السالب الحرية” .
و قد شمل العفو أيضا المحكومين في قضايا التطرف والإرهاب وعددهم 16 شخصا بعدما أعلنوا تشبثهم بثوابت الأمة و المؤسسات الوطنية،مؤكدين أن مراجعاتهم لمواقفهم وتوجهاتهم الفكرية أفضت بهم إلى نبد العنف.
و للإشارة،فإن العفو الملكي لم يشمل المدون سعيد بوݣيوض الذي كان مقيما بدولة قطر،على خلفية تدوينة عبر فيها عن رفضه لإتفاقية إبرهام و منددا بمن وقعوا عليها،حيث لازال يقضي عقوبته السجنية الممتدة ثلات سنوات نافدة .
و الجدير بالذكر،أن قضية العفو عموما ظلت حكرا على الملك وحده دون البرلمان،إذ بإمكان هذه المؤسسة أن تستصدر ما يطلق عليه حسب القانون ب”العفو العام” متى ارتأت ذلك.لكن الوضع السياسي العام في المملكة المغربية “لازال منطق الحديد و النار و الديكتاتورية المغلفة بالمؤسسات الصورية هي سيدة الرأي،إذ لا رأي يعلوا على رأي الملك” حسب تعبير أحد مصادرنا في المغرب .