الدكتاتورية في المغرب بالأبيض و الأسود …
فريد بوكاس Farid Boukas
إن الدكتاتورية في المغرب تمثل بذرة الاستبداد ومصادرة حرية الإنسان بداية الطريق الذي أدى إلى الانحطاط الحضاري ، وينعدم الابداع الحضاري في ظل هذا الاستبداد و لأسباب كثيرة منها :
1) إن الاستبداد يقدم للمجتمع مُثلاً، إما محدودة أو مكررة، وهذه المثل غير قادرة على مد المجتمع بالطاقة الكافية لبدء مسيرة البناء الحضاري ومواصلتها، فلابد من أن يرتكس المجتمع في براثن التخلف الحضاري.
2) إن الاستبداد يحول بين الإنسان والإبداع على مختلف المستويات ، لأن الحرية من شروط الإبداع ، فالمفكرون لا يشعرون بالأمان ، ولا يستطيعون أن يعملوا في بلد فقدت فيه الحرية ، فالطغيان والإرهاب يجعلان كل بحث عقيما ، ويطفئان هذه الشرارة التي هي الفكر المبدع .
3) إن الاستبداد يؤدي إلى تمزيق المجتمع ، لأن من طبيعة النظام المستبد أو الفرعوني – بالمصطلح القرآني – أنه قسّم الناس إلى طبقات وفئات بحسب قربهم أو بعدهم من النظام ، وبحسب موقفهم منه ، وهو ما يعد جزءا من آلية السيطرة على المجتمع والتحكم فيه.
4) إن الاستبداد يحمل أبناء المجتمع الرافضين له على التفكير بأساليب عنيفة في مواجهته ، وهذا يفتح الباب أمام العنف والعمل المسلح لحل المشكلة السياسية المتمثلة بوجود السلطة الإرهابية التي كان لها السبق في استخدام العنف في التعامل مع الناس ، ومجتمع يعيش دوامة العنف والتوتر الداخلي لا يمكنه أن يسلك الطريق المؤدي إلى النهوض الحضاري …