بعد العودة الأخيرة
قصيدة لصديقي و أخي الشاعر المصري الكبير المرحوم : محمد السيد ندا
و أنتِ ظل لايبين
إذا اختفت شمس الخريف
خلف سحب الشتاء
لكننا نذكرك
ففى عيوننا مرارة وخوف
لم يأت بعد الصيف
نعود كل ليلة
للشعر والتذكرات
ورغم أن كل مامضى
يموت أو قد مات
فإننا نظل حائرين
غائبين فى تأمل الأوقات
ــ من نحن ؟
ــ لو أستطيع أن أقول ياصديقتى
ــ أنا ثم أنا
أنا ومن به أنا
وأنت والغياب
فى الصفحة الأخيره
من الكتاب
بعد أن قرأتُهُ
ــ لا أفهم حرفا
لا أعرف إن كان الفصل ربيعا
أو صيفا
أذكرُكِ بلونى
لكنى أكتب قصتك
وقصة حزنى
ياصانعة الألحان الدافئة
لأيامى
أذكرك وأمسى
للظل عيون
ترمق شمس صباحى
وأنا أستوقف لسؤالى
أيامى وجراحى
وأحاول منعى
من ألم يعصف بى
واللغة الأقدم منى
لاتنقل إحساساتى
لاتسعفنى
فتعالى
ليلة أن ألقى فى البحر شراعى
لوداعى
وليزحف قلمى
العابث بالأوراق
ليرسم أشواقى
ولتهتف نجمتك الحائرة
على الشرفات
لتعلن أن صديقا
كان يحب
ومات
ديوان خائفة من القمر1967
كتبت القصيدة بالقاهرة21
أبريل 1967