أكثر من 40 باكستانيا من بين 50 مهاجرا يخشون وفاتهم بعد انقلاب قارب قبالة السواحل المغربية
وكالة المغرب الكبير للأنباء
ـ ويقول الناجون إن المتاجرين بالبشر كانوا يلقون بالمهاجرين في المحيط الأطلسي يوميا عندما لا يتمكنون من دفع المزيد من المال خلال الرحلة المنكوبة التي استمرت 13 يوما من موريتانيا.
ـ عائلات باكستانية تبيع ممتلكاتها وتدفع للمهربين مقابل رحلة بحرية مميتة.
انقلب قارب يحمل 80 مهاجرا قرب ميناء الداخلة المغربي، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصا، بينهم 44 باكستانيا، بعد أن أمضوا نحو أسبوعين في البحر دون إنقاذ، بحسب مسؤولين وجماعات حقوق المهاجرين يوم الخميس.
وكانت السفينة، التي غادرت موريتانيا في الثاني من يناير/كانون الثاني، تحمل 86 مهاجرا، بينهم 66 باكستانيا، وفقا لمنظمة “ووكنج بوردرز” لحقوق المهاجرين ومقرها إسبانيا. و تمكنت السلطات المغربية من إنقاذ 36 ناجيا، وهم حاليا يقيمون في مخيم بالقرب من الداخلة.
وقالت هيلينا مالينو، الرئيسة التنفيذية لجمعية “كاميناندو فرونتيراس” (المشي على الحدود)، على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”: “لقد أمضوا 13 يومًا من المعاناة على المعبر دون أن يأتي أحد لإنقاذهم”.
وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية الحادثة، مشيرة إلى أن سفارتها في الرباط على تواصل دائم مع السلطات المحلية. وتم إرسال فريق إلى الداخلة لتقديم المساعدة اللازمة للناجين الباكستانيين، في حين تم تفعيل وحدة إدارة الأزمات في وزارة الخارجية الباكستانية.
أعرب رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف عن صدمته إزاء الحادث وأمر باتخاذ إجراءات فورية.
وقال شريف “لقد وجهت وزارة خارجيتنا بتوجيه موظفيها في المغرب للتأكد من الحقائق بشكل عاجل والتنسيق مع السلطات المحلية لتحديد مكان المفقودين وإنقاذ الناجين وإعادة رفات الذين فقدوا أرواحهم في هذه المأساة”.
وفي قرية دولا في منطقة جوجرات في البنجاب، كشف إحسان شهزاد، والد الضحية سفيان علي، لوكالة أسوشيتد برس أن ابنه أرسل رسالة صوتية تصف قاربًا مكتظًا بالفعل يُضطر إلى استيعاب 25 راكبًا إضافيًا.
وقال والد أحد الضحايا، محمد أكرم من قرية جوراه، إنه دفع ملايين الروبيات لتجار البشر لإرسال ابنه، أبو بكر، إلى الخارج.
وأعلنت الحكومة الباكستانية أن فريقا رفيع المستوى يضم المدير العام الإضافي لوكالة التحقيقات الفيدرالية منير مارث ووزير الداخلية الإضافي سلمان تشودري سيتوجه إلى المغرب يوم السبت لتقييم الوضع وإعداد تقرير مفصل.
سجلت وكالة التحقيقات الفيدرالية ثلاث قضايا ضد مشتبه بهم في الاتجار بالبشر في مقاطعتي جوجرات وسيالكوت. وبحسب إحدى بلاغات الشرطة، تم فرض رسوم تصل إلى 4 ملايين روبية (حوالي 14285 دولارا أميركيا) على كل من الضحايا مقابل الرحلة، حيث سافروا في البداية عبر إثيوبيا إلى السنغال وموريتانيا قبل الصعود إلى السفينة المنكوبة.
تأتي هذه الحادثة في ظل زيادة في محاولات الهجرة إلى جزر الكناري الإسبانية. ووفقًا لمنظمة “كاميناندو فرونتيراس”، فقد ثبت أن عام 2024 هو العام الأكثر دموية على الإطلاق، حيث فقد أكثر من 10400 مهاجر حياتهم أثناء محاولتهم الوصول إلى إسبانيا عن طريق البحر.
أصبحت طريق جزر الكناري تحظى بشعبية متزايدة بسبب انخفاض تكاليف التهريب، والتي تتراوح من 1500 يورو إلى 3500 يورو، مقارنة بـ 4000 يورو للوصول إلى البر الرئيسي لإسبانيا من شمال المغرب.