المغرب: شراء 35 مقاتلة أمريكية إف 35 بقيمة 17 مليار دولار
وكالة المغرب الكبير للأنباء
بحسب ما أوردته صحيفة “Identité Juive” في 22 نوفمبر 2024، فإن المغرب يتقدم نحو أن يصبح أول دولة عربية وأفريقية تحصل على طائرات الشبح المقاتلة من طراز F-35 من الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تنهي وزارة الدفاع الأمريكية اتفاقية تسليم 32 طائرة من طراز F-35 Lightning II ، بتكلفة تقديرية تتجاوز 17 مليار دولار على مدى 45 عامًا، تغطي كل من المشتريات والصيانة. وإذا تم تأكيد ذلك، فإن هذا الاستحواذ من شأنه أن يوسع مخزون القوات الجوية الملكية المغربية، والذي يتركز حاليًا على طائرات F-16 من الجيل الرابع ، و حسب المعلومات الرسمية التي حصلت عليها و كالة المغرب الكبير للأنباء ، أكدت أنه تم توقيع اتفاق شراء 35 مقاتلة أمريكية من طراز إف 35 بقيمة 17 مليار دولار بموافقة إسرائيلية و ذلك يوم الجمعة 10 يناير 2025 .
في مواجهة جوية افتراضية بين مقاتلات سو-57 الجزائرية ومقاتلات إف-35 المغربية، يمكن أن توفر رشاقة سو-57 ميزة في القتال عن قرب، في حين قد تسمح قدرات التخفي والاستشعار لطائرة إف-35 باكتشاف ومواجهة سو-57 على مسافة أكبر قبل اكتشافها. (مصدر الصورة: وزارة الدفاع الأمريكية).
حتى الآن، أظهرت الدول العربية الإفريقية نتائج متباينة فيما يتعلق بشراء طائرات مقاتلة من طراز إف-35. طلبت تركيا 30 طائرة من طراز إف-35، مع خطط لشراء ما يصل إلى 100 طائرة، لكن عمليات الشراء توقفت في عام 2020 بسبب العقوبات الأمريكية على شراء تركيا لنظام الصواريخ الروسي إس-400. تم تسليم أربع طائرات لكنها لا تزال محتجزة في قاعدة لوك الجوية، وذكرت الولايات المتحدة في فبراير 2024 أنه يمكن إعادة قبول تركيا في برنامج إف-35 إذا تمكنت من حل مشكلة إس-400. وقعت الإمارات العربية المتحدة صفقة في يناير 2021 لشراء 50 طائرة من طراز إف-35 كجزء من حزمة أسلحة بقيمة 23 مليار دولار، ولكن في ديسمبر 2021، علقت الإمارات العربية المتحدة الاتفاقية من جانب واحد، مستشهدة بالمتطلبات الفنية والقيود التشغيلية السيادية ومخاوف التكلفة.
أشار مسؤول إماراتي كبير في سبتمبر 2024 إلى أنه من غير المتوقع استئناف المناقشات مع الولايات المتحدة بشأن طائرة إف-35. أعربت قطر عن اهتمامها بطائرة إف-35 في عام 2020، لكن سياسة الولايات المتحدة للحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل منعت التقدم. أبدت المملكة العربية السعودية اهتمامها بطائرة إف-35 منذ عام 2012 لكنها لم تتقدم نحو اتفاق، مع وجود عقبات بما في ذلك مخاوف الولايات المتحدة بشأن الاستقرار الإقليمي وقضايا حقوق الإنسان والتفوق العسكري لإسرائيل، مما أدى إلى الاستحواذ المحتمل على 100 مقاتلة تركية من طراز KAAN .
وفيما يتعلق بالمغرب، ورد أن المفاوضات بشأن الصفقة جرت بين عامي 2020 و2022، حيث سعى المغرب إلى الحصول على مساعدة إسرائيل لتسهيل المناقشات مع السلطات الأمريكية. ويُستشهد باجتماع عقد في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بين وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ووزير الدفاع المغربي عبد اللطيف لوديي باعتباره عاملاً أساسياً في تقدم هذه المفاوضات. وتُعتبر التوترات المتزايدة مع الجزائر – وخاصة فيما يتعلق بصراع الصحراء الغربية ودعم الجزائر لجبهة البوليساريو – من العوامل الرئيسية التي تدفع اهتمام المغرب بهذه الطائرات. كما ورد أن استحواذ الجزائر على مقاتلات الشبح الروسية من طراز Su-57 Felon أثر أيضًا على قرار المغرب.
أفادت تقارير أن الجزائر وقعت عقدًا لشراء 14 طائرة مقاتلة من طراز Su-57 من روسيا كجزء من اتفاقية عسكرية أوسع نطاقًا تشمل طائرات Su-34 وSu-35. تشتمل طائرة Su-57، المصنفة كمقاتلة شبح من الجيل الخامس، على ميزات مثل المقطع العرضي الراداري المنخفض، والإلكترونيات المتقدمة، والقدرة على المناورة المحسنة. من شأن هذه المشتريات المبلغ عنها أن تضيف إلى أسطول الجزائر الحالي من طائرات Su-30MKA وSu-35، مما يعكس جهودها لتحديث قوتها الجوية. إذا تم تنفيذ الاتفاقية، فقد تصبح الجزائر أول دولة خارج روسيا تتلقى Su-57. يتماشى هذا الاستحواذ مع استراتيجية الجزائر للحفاظ على التوازن العسكري الإقليمي مع المغرب وسط التوترات المستمرة بشأن الصحراء الغربية.
منذ ضم المغرب للمنطقة عام 1975، دعمت الجزائر جبهة البوليساريو، التي تدافع عن استقلال الصحراء الغربية، من خلال تقديم الدعم السياسي واستضافة اللاجئين الصحراويين. وتؤطر الجزائر هذا الدعم على أنه متسق مع سياساتها الإقليمية وموقفها المناهض للاستعمار. ويزعم المغرب أن الصحراء الغربية جزء من أراضيه واقترح حكمًا ذاتيًا محدودًا تحت السيادة المغربية. وتدهورت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أغسطس 2021، عندما قطعت الجزائر العلاقات مع المغرب، مشيرة إلى ما أسمته “أعمالًا عدائية” تتعلق بالصراع.
وبالتالي، فإن اهتمام المغرب بطائرة إف-35 هو جزء من جهد أوسع لتعزيز قدراته الدفاعية بالتعاون مع حلفائه الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل. ويشمل هذا الجهد أيضًا عمليات الاستحواذ مثل مروحيات أباتشي AH-64E ودبابات أبرامز M1A2 SEPv3 ومركبات برادلي المدرعة وطائرات بدون طيار MQ-9B SeaGuardian. وقد ظهرت طائرة إف-35 بشكل بارز في معرض مراكش الجوي السابع، الذي أقيم في الفترة من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2024، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس وبدعم من القوات الجوية الملكية المغربية. وقد استعرض الحدث أكثر من 300 عارض واستضاف 100 وفد دولي. كما عرض المغرب أول طائرة هليكوبتر من طراز بوينج AH-64E أباتشي في الحدث، وهي جزء من طلب لشراء 24 وحدة قيد الإنتاج حاليًا.
في مواجهة جوية افتراضية بين طائرات سو-57 الجزائرية وطائرات إف-35 المقاتلة المغربية، هناك عدة عوامل من شأنها أن تحدد النتيجة. إن طائرة سو-57 هي طائرة شبح من الجيل الخامس صممتها روسيا، وقادرة على تحقيق سرعات تزيد عن 2 ماخ ومجهزة بمحركات موجهة للدفع لتعزيز القدرة على المناورة. أما طائرة إف-35، التي طورتها الولايات المتحدة، فتعطي الأولوية للتخفي والإلكترونيات المتقدمة، مع مقطع عرضي منخفض للرادار واندماج أجهزة الاستشعار المتكاملة لتحسين الوعي الظرفي. وقد توفر رشاقة طائرة سو-57 ميزة في القتال عن قرب، في حين أن قدرات التخفي وأجهزة الاستشعار في طائرة إف-35 قد تسمح لها باكتشاف طائرة سو-57 والاشتباك معها على مسافة أكبر قبل اكتشافها. ويشير هذا التوازن إلى أن طائرة إف-35 قد تتمتع بميزة في سيناريوهات ما بعد المدى البصري، اعتمادًا على السياق التشغيلي وخبرة الطيار.
إن الاستحواذ المحتمل على طائرات سو-57 فيلون من قبل الجزائر وطائرات إف-35 لايتنينج 2 من قبل المغرب قد يغير التوازن العسكري في شمال أفريقيا. ويبدو أن اهتمام الجزائر بطائرات سو-57 يهدف إلى مواجهة أسطول المغرب الحالي من طائرات إف-16 وشرائه المحتمل لطائرات إف-35، مما يزيد من احتمالات سباق تسلح إقليمي. وقد يدفع هذا التطور الدول المجاورة، مثل إسبانيا، إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية، بما في ذلك الاستحواذ المحتمل على طائرات إف-35 للحفاظ على التوازن الاستراتيجي. وقد يؤثر إدخال هذه الطائرات المتقدمة على التوازن العسكري، ويزيد من التوترات، ويؤثر على العلاقات الدبلوماسية داخل المنطقة.