البلدان الغنية تسجل أكبر عدد من حالات السرطان الجديدة، و الوفيات أعلى في البلدان الفقيرة
وكالة المغرب الكبير للأنباء
نشر مجموعة من الباحثين الصينيين تحليلاً يكشف أن البلدان ذات مؤشر التنمية البشرية المرتفع (HDI) سجلت أكبر عدد من حالات السرطان الجديدة؛ ومع ذلك، فإن أعلى معدلات انتشار الوفيات ومعدلات الإصابة بالوفيات حدثت في البلدان الأفريقية ذات مؤشر التنمية البشرية المنخفض.
وتهدف هذه الدراسة، التي نشرت في مجلة “فرونتيرز أوف ميديسين”، إلى تحليل التفاوت في عبء السرطان بين البلدان ذات مؤشر التنمية البشرية المرتفع وتلك ذات مؤشر التنمية البشرية المنخفض أو المتوسط، حيث من المتوقع أن تواجه الأخيرة زيادة كبيرة في معدلات الإصابة بالسرطان. الحالات من الآن وحتى عام 2040.
ولمعالجة هذه الفوارق وتوجيه استراتيجيات الوقاية المحددة، تم إجراء تحليل ثانوي لإحصاءات السرطان العالمية، مع التركيز على 36 نوعا من السرطان في 185 دولة. وتم الحصول على البيانات من تقرير “جلوبوكان 2020″، الذي يقدر 19.3 مليون حالة إصابة جديدة بالسرطان و10 ملايين حالة وفاة مرتبطة بهذا المرض في جميع أنحاء العالم.
وقام تحليل الباحثين الصينيين بتقييم التباينات في حالات الإصابة بالسرطان والوفيات وانتشاره، بالإضافة إلى علاقاتهم مع مؤشر التنمية البشرية والدخل القومي الإجمالي (GNI)، مما يوفر لمحة شاملة عن عبء السرطان العالمي في عام 2020.
كشفت الأبحاث أن سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطان التي يتم تشخيصها في جميع أنحاء العالم، حيث يعد سرطان الرئة السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان. في حين لوحظت أدنى معدلات انتشار الوفيات (MPR) ونسب حدوث الوفيات (MIR) في البلدان ذات الدخل المرتفع في أمريكا الشمالية وأوقيانوسيا.
من جانبهم، كان معدل انتشار الوفيات ومعدل حدوث الوفيات، الذي يعكس شدة المرض وجودة الرعاية الصحية، مرتفعًا لدى الرجال وبين السكان الأكبر سناً، مما يشير إلى تشخيص أسوأ في هذه المجموعات الديموغرافية. ارتبط ارتفاع مؤشر التنمية البشرية والدخل القومي الإجمالي بشكل إيجابي بحدوث السرطان والوفيات، ولكن ارتبط سلبا مع MPR وMIR.
أهمية التنمية الاجتماعية والاقتصادية
وتسلط الدراسة الضوء على الحاجة إلى استراتيجيات مصممة خصيصًا لمعالجة العبء العالمي للسرطان، مع التركيز على أهمية التنمية الاجتماعية والاقتصادية للتخفيف من الفوارق. علاوة على ذلك، فإنه يسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر والفحص وتحسين العلاج، خاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة على مؤشر التنمية البشرية.
وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون أيضا إلى الحاجة إلى التغطية الصحية الشاملة والحصول على الأدوية الأساسية، فضلا عن أهمية تدابير السياسة للحد من التعرض للمواد المسرطنة البيئية وزيادة الوعي من خلال برامج التثقيف الصحي.
ومن خلال القيام بذلك، يأمل الباحثون أن يكون هذا التحليل بمثابة دعوة للعمل للحكومات ومقدمي الرعاية الصحية لتنفيذ تدخلات مستهدفة لتقليل العبء العالمي للسرطان وتحسين النتائج لجميع السكان.