ألمانيا تدعو إلى نهج جديد للاتحاد الأوروبي في سوريا: سحب العقوبات والنظر في إزالة هيئة تحرير الشام من “القائمة السوداء”
وكالة المغرب الكبير للأنباء
ترغب ألمانيا في أن يتبنى الاتحاد الأوروبي موقفا مشتركا جديدا بشأن سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، يتضمن تخفيف العقوبات الاقتصادية والمالية والنقل، ويقترب من السلطات الجديدة، وعلى رأسها جماعة “هيئة تحرير الشام” الجهادية. هيئة تحرير الشام)، لتدرس رفعه من “القائمة السوداء” للأمم المتحدة بسبب قربه من تنظيم القاعدة.
ومن المقرر أن توضح السلطة التنفيذية الألمانية في الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية الأوروبيين أن الكتلة تحدد العقوبات التي يمكنها رفعها “تدريجيًا”، وفقًا لوثيقة أولية تمكنت يوروبا برس من الوصول إليها. وتحقيقا لهذه الغاية، يقترح تحديد الشروط السياسية للقيام بهذه الخطوات، بالإضافة إلى إبقاء الباب مفتوحا أمام إعادة فرض القيود في حال حدوث انتكاسة ديمقراطية على الأرض.
وعلى وجه التحديد، يتمثل الاقتراح الألماني في الإبقاء على التدابير المتخذة ضد أعضاء نظام الأسد البائد، وكذلك ضد انتشار الأسلحة الكيميائية، ولكن مع تخفيف التدابير التي يمكن أن تفيد المجتمع والاقتصاد السوري.
ومن شأن مثل هذه الخطوات تسهيل السفر الجوي بين الاتحاد الأوروبي وسوريا، ورفع العقوبات المفروضة على شركات الطيران مثل الخطوط الجوية العربية السورية، وتسهيل عودة اللاجئين والمهاجرين السوريين في أوروبا وتصدير وقود الطائرات إلى سوريا.
كما تطلب برلين تمديد الاستثناءات من العقوبات المفروضة على المساعدات الإنسانية حتى نهاية عام 2025، حيث تنتهي صلاحيتها حاليًا في يونيو 2025، والسماح بالاستثمارات في البلاد وللمواطنين السوريين بإحضار أعمالهم إلى بلادهم، وكذلك استئناف العمل. تصدير التكنولوجيا والمركبات بعد أكثر من عقد من العقوبات الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالجوانب المالية للعقوبات، تريد ألمانيا من الاتحاد الأوروبي أن يدرس ذوبان العلاقات والبحث عن سبل لإعادة فتح القنوات المالية مع دمشق من خلال البنوك المحلية والأوروبية لتعزيز الاستثمارات في سوريا.
وفيما يتعلق بوضع هيئة تحرير الشام، التي يعتبرها الاتحاد الأوروبي حاليًا منظمة إرهابية وتفرض عليها الأمم المتحدة عقوبات بسبب علاقتها بتنظيم القاعدة، تدافع ألمانيا عن “الاستبعاد المحتمل من القائمة” لأولئك الذين تفرض عليهم الأمم المتحدة عقوبات، وعلى الرغم من وجود نقاط مشيراً إلى أن هذا القرار يعتمد على مجلس الأمن الدولي، ويحث على معالجة القضية وإجراء “تقييم مشترك” لهيئة تحرير الشام وزعيمها والرجل القوي الحالي في سوريا، أحمد الشرع، الملقب بـ “أبو محمد الجولاني”.
على أية حال، تشير الوثيقة الأولية إلى أن هذه الخطوات لرفع العقوبات ستكون “قابلة للتراجع عنها” وسيتم قياسها فيما يتعلق بتقدم عملية الانتقال السياسي السلمي في سوريا “التي تضمن حماية وتمثيل جميع الأقليات”.
وستتم مناقشة هذا الاقتراح على مستوى الـ 27 نهاية الشهر الجاري ويأتي في أعقاب الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة لتخفيف القيود على وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا، كما استأنف مطار دمشق الرحلات الدولية هذا الأسبوع، لا سيما إلى الدول المجاورة مثل الأردن ومصر والكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة.
ورغم أن مصادر دبلوماسية توضح أن هذا الاقتراح لم تتم مناقشته بشكل متعمق بعد مع بقية الشركاء الأوروبيين، إلا أن فرنسا التي سافر وزير خارجيتها جان نويل بارو الأسبوع الماضي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك إلى سوريا للقاء السلطات الجديدة وقد انضم السوريون، بما في ذلك الشرع، إلى هذا الموقف.
وفي يوم الأربعاء نفسه، اختار بارو رفع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية بسرعة للتخفيف من الأزمة في سوريا، وأشار إلى أن سحب المزيد من العقوبات السياسية سيعتمد على إدارة العملية الانتقالية الشاملة في البلاد.