المبعوث الأممي للصحراء الغربية يعلن استقالته ويعترف بفشل الوساطة
المبعوث الأممي للصحراء الغربية يعلن استقالته ويعترف بفشل الوساطة
وكالة المغرب الكبير للأنباء
حث المبعوث الأممي دي ميستورا المغرب على توضيح خطته للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، قائلاً: “لقد حان الوقت بالنسبة للمغرب لشرح اقتراحه للحكم الذاتي لعام 2007” أمام مجلس الأمن.
الدوحة – أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا عزمه على التنحي عن منصبه خلال ستة أشهر، معلنا على الأرجح فشل جهود الوساطة التي يبذلها بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. ويأتي هذا التطور في الوقت الذي يقترب فيه النزاع حول المنطقة من عامه الخمسين.
ألقى الدبلوماسي الإيطالي دي ميستورا كلمة أمام مجلس الأمن الدولي خلف أبواب مغلقة يوم الأربعاء، حيث استعرض عمله الأخير.
ومن المتوقع أن يعود إلى نيويورك في أبريل/نيسان عندما يراجع مجلس الأمن النزاع مرة أخرى.
وفي ذلك الوقت، قد يقترح ليس فقط استقالته، بل وربما إنهاء مهمة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية التي استمرت 33 عاما.
وقال دي ميستورا، بحسب نص مسرب من مداخلته، حسبما نقلت صحيفة “إل كونفيدنسيال” الإسبانية: “إذا لم أبلغ عن تقدم كبير وأقدم توضيحات بحلول أبريل/نيسان 2025، أخشى أن تُطرح أسئلة حول الأشكال المستقبلية لتيسير الأمم المتحدة للعملية السياسية في الصحراء الغربية “ .
وكشف المبعوث الأممي أنه كان يدرس حلين محتملين، الأول يتعلق بتقسيم المنطقة، كما اقترح المبعوث السابق جيمس بيكر قبل أكثر من عشرين عاما.
وأوضح دي ميستورا أن هذه الخطة من شأنها أن تنشئ “دولة مستقلة” في الثلث الجنوبي من الإقليم، في حين “يتم دمج الباقي مع المغرب”، مشيرا إلى أن هذا الخيار “يجمع بين المطالبتين، مطالب الاستقلال ومطالب خطة الحكم الذاتي”.
ولكنه أكد على ضرورة أن يقدم المغرب مزيدا من التفاصيل بشأن مقترحه الذي قدمه في عام 2007، والذي ظل دون تغيير منذ تقديمه الأولي.
قال دي ميستورا لمجلس الأمن: “بكل احترام، ولكن بحزم، أكدت [لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة] أن الوقت قد حان بالنسبة للمغرب لشرح اقتراحه للحكم الذاتي لعام 2007”.
وأضاف أنه من حق مجلس الأمن والدول الداعمة للمبادرة أن تعرف بالضبط ما يتم تقديمه.
وتشير تعليقات دي ميستورا إلى أن كبار المؤيدين لخطة الحكم الذاتي المغربية، مثل إسبانيا وفرنسا، ربما لا يفهمون محتوياتها بالكامل. وهذا يعني أن دعمهم قد يكون ذا دوافع سياسية أكثر منه مستنداً إلى تفاصيل الخطة.
كما سلط المبعوث الأممي الضوء على أمثلة ناجحة للحكم الذاتي، مستشهدا باسكتلندا، وجرينلاند، وجنوب تيرول (ألتو أديجي).
ومع ذلك، فقد زعم أن الحكم الذاتي الذي تتمتع به منطقة جنوب تيرول أوسع بكثير مما عرضه المغرب على الصحراء الغربية.
وقد رفض المغرب باستمرار أي حل خارج إطار مبادرته للحكم الذاتي، التي حظيت بدعم دولي كبير في السنوات الأخيرة.
وتؤكد الدولة الشمال أفريقية أن مخطط الحكم الذاتي هو الأساس الوحيد للتوصل إلى حل نهائي للنزاع في إطار السيادة المغربية.
ومع اقتراب النزاع من ذكراه الخمسين، حذر دي ميستورا من أنه إذا لم يتم تحقيق أي تقدم خلال الأشهر الستة المقبلة، فسيكون من المشروع التشكيك في استمرار مشاركة الأمم المتحدة في العملية.
أصبحت بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو)، التي أنشئت في عام 1991 لتنظيم استفتاء تقرير المصير، تقتصر على مراقبة وقف إطلاق النار بعد اعتراضات المغرب على الاستفتاء.
ومع تنامي الدعم الدولي لموقف المغرب، فإن الطريق إلى الحل لا يزال غير مؤكد، حيث من المرجح أن تنتهي ولاية دي ميستورا كمبعوث للأمم المتحدة دون تحقيق انفراجة في النزاع المستمر منذ فترة طويلة.